تستمر سجالات إقامة صلاة التراويح “زمن الوباء” في إثارة تقاطبات حادة للعام الثاني تواليا؛ فأمام استمرار غياب الخبر الدقيق، تتقاذف مواقع التواصل الاجتماعي آراء عديدة بشأن “الإغلاق التام” و”فسح المجال للعبادات”.

ويتأسف مغاربة لاستمرار قرارات الإغلاق وتداعياتها اقتصاديا وروحيا، لكن هذا المعطى لا يتحمس له الجميع أمام موجة ثالثة للفيروس تطرق أبواب العالم، وأفضت إلى حجر صحي في عديد من الدول.

وأفاد مصدر مطلع بأن الحسم في إقامة صلاة التراويح سيتم قبيل أسبوع من حلول شهر رمضان، موردا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تنتظر نتائج التنسيق بينها وبين السلطات المختصة واللجنة العلمية التي تتابع تطورات الجائحة لاتخاذ القرار النهائي.

وحذر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، من تفشي موجة ثالثة من فيروس “كورونا”، بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات خلال الأيام الأخيرة، وهو ما اعتبر بمثابة تمهيد من الحكومة لفرض “الإغلاق الليلي” في رمضان.

حلول الميتافيزيقا

محمد عبد الوهاب رفيقي، باحث في التراث الديني، قال إن “الناس يصدقون بحل المسجد لمشكل صحي، رغم أن الأسباب واضحة”، موردا أن “مرد ذلك هو ثقافة تراثية صيغت في وقت الطب التقليدي، وعدم القدرة على مواجهة الأوبئة والكوارث”.

وأضاف رفيقي، في تصريح لهسبريس، أن “الناس في وقت سابق لم تكن لهم وسيلة سوى الروحانيات لتخفيف وطأة الأزمة، ومن هنا ترسخت فكرة أن الذهاب إلى المساجد يمكن أن يحل المشكل القائم”.

وأوضح الباحث أن “العديد من الكتابات التاريخية تحدثت عن دعوة الفقهاء للناس من أجل الصلاة لوقف زحف الأوبئة، والنتائج كانت عكسية تماما”، لكنه يعترف بصعوبة فصل هذا الشعور عن الناس.

وأردف رفيقي أن “المجتمع المغربي لا يعي أهمية العلم، ويتعلق بالغيبيات أكثر من الماديات، وهذه سمات تبرز قلة الوعي والتعليم، حيث يتعلق الناس كثيرا بالميتافيزيقا أكثر من العلم”.

درس “العيد الكبير”

مصطفى كرين، طبيب رئيس المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية، فضل اعتماد حجر صحي شامل خلال شهر رمضان؛ فالمنحنى الوبائي يتجه، بحسبه، نحو ارتفاع عدد الإصابات ومعاودة السيناريو القديم.

وقال كرين، في تصريح لهسبريس، إن “المغاربة لا يجب أن ينسوا أزمة العيد الكبير (عيد الأضحى)، وأزمة اللقاحات على المستوى الدولي، كما أن الاستفادة من فصل الصيف تقتضي التضحية قبل ذلك”.

وأورد المتحدث أن “الإغلاق يجب أن يكون ساعة قبل وجبة الإفطار، والعودة إلى فرض قيود على التجوال، خصوصا أن رمضان يشهد حركية كبيرة تكون أحيانا دون فائدة”.

ونبه كرين، ضمن التصريح ذاته، إلى أن اعتماد هذه الإجراءات يقتضي، في المقابل، “ضرورة توفير الدعم للقطاعات التي قد تتضرر، وعلى رأسها المقاهي والمطاعم”.

hespress.com