غير مبارحة أذهان طيف كبير من المغاربة، مازالت الشكوك هي أولى ردود الفعل التي يبديها مواطنون أثناء تداول أخبار عن دنو آجال طرح لقاحات فيروس كورونا، خصوصا بعد سقطة التجربة الروسية التي تحدثت في وقت مضى عن وجود علاج فعال.

ويطال شك البعض وجود كورونا بالأساس، ثم وصل في سياق اشتغال المختبرات الدولية على اللقاح إلى جدية هذا الطرح، وإمكانية استغلال جو الرعب لتحصيل عائدات مادية من بيع المنتج للحكومات المتضررة من استمرار الأزمة.

وصاحبت حديث العالم الأمريكي المغربي منصف السلاوي عن طرح اللقاح في مدة لا تتجاوز 4 أشهر موجة تشكيك كبيرة، خصوصا بعد واقعة شفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مدة وجيزة، ما جعل الناس يحيون الشكوك الدائمة في النوايا الأمريكية.

ورغم الأرقام الصادرة بشكل دوري، والتحذيرات الحكومية، فضلا عن تطرق أعلى سلطة في البلاد للموضوع، مازال الشك هو السمة الأساسية الرابطة لعلاقة كثير من المغاربة بكورونا، خصوصا أمام غياب اللقاح إلى حدود اللحظة.

وفي نظر الباحث المتخصص في الطب النفسي جواد مبروكي فالأمر يعود إلى أمور كثيرة؛ “لكن وجب التذكير بأن المجتمع المغربي مبني على الشك، خصوصا أن التربية يتخللها العنف، المسبب الأول للخوف، الذي بحضوره تنتفي الثقة”، وفق تعبيره.

وأضاف مبروكي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن جميع العلاقات الإنسانية المغربية تقريبا يسودها الشك، مشيرا إلى أن المواطنين يفتقدون للعقلانية والفكر النقدي، وزاد: “أولى علاقات الأسرة بالمؤسسات هي المدرسة، وبدورها يشوبها الشك”.

وأوضح المتحدث ذاته أن الوصايا الأولى للأبناء هي “متيقش فهداك”، وأن “الجميع يريد الاحتيال، ومن هنا تسير الشكوك لتدب في علاقة الناس بالدولة كذلك”، متأسفا لغياب الثقة بين الناس وسيادة العلاقات المرضية في صفوف المجتمع المغربي.

وأكمل مبروكي تصريحه قائلا: “هذا كله تغذيه نظرية المؤامرة المنتشرة في صفوف المغاربة، فأمريكا والغرب بالنسبة للمواطنين بلد يحتال على المسلمين”، مسجلا في السياق ذاته أن المغاربة دائما ما يسمعون باللوبيات والفساد، ما يصعب إعمال الثقة.

hespress.com