أكد جمال الدين البوزيدي، أخصائي الأمراض التنفسية، أنه لا محيد عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية اللازمة من أجل تفادي التوجه نحو حجر صحي شامل إذا ما ساءت الأوضاع بشكل كبير بسبب انتشار وباء فيروس “كوفيد-19″، وارتفاع معدل الحالات النشطة أكثر فأكثر.

وقال البوزيدي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن اتخاذ قرار الحجر الصحي الجزئي أو الشامل تتحكم فيه المعطيات الوبائية، شارحا أنه كلما ارتفع معدل الحالات كلما ارتفع عدد الحالات الحرجة وتطلب الأمر إخضاع أعداد أكبر من المرضى للاستشفاء.

وأوضح المختص ذاته أن ضمن المصابين بوباء “كوفيد-19” نسبة 5 بالمائة يصلون إلى الإنعاش، وعشرين بالمائة تتطلب حالتهم الاستشفاء، مؤكدا أن التوجه نحو الحجر الجزئي أو الشامل يكون الهدف منه هو عدم تجاوز القدرة الاستيعابية للمنظومة الصحية، وزاد: “مثلا إذا كنا نتوفر على ستة آلاف سرير فالحالات النشطة لا يجب أن تتجاوز ثلاثين ألفا”.

ونبه الخبير ذاته إلى أن عددا من المدن تجاوزت القدرة الاستيعابية، قائلا إنه حينما يكون الأمر متعلقا فقط ببعض البؤر يتم اللجوء إلى الحجر الجزئي، وحينما يتم تجاوز عدد محدد سيتم اتخاذ قرار حجر شامل، مردفا: “حينما نتجاوز القدرات الاستيعابية والاستشفائية نضطر لإجراء الحجر الشامل.. هذه قاعدة علمية، وهو ما حدث في فرنسا. واللجوء إلى الحجر هو لتجنب السيناريو الإيطالي، حينما كان يتم تسجيل وفيات مرتفعة ولا يجد المواطنون أين يستشفون”.

وتابع المتحدث ذاته: “إمكانياتنا محدودة جدا، ويتم توقيف أنشطة أخرى لمواكبة كوفيد. كما أن الموارد البشرية محدودة وتعبت في الوقت الحالي، وبالتالي الوسيلة الوحيدة الفعالة من أجل حصار المرض هي الإجراءات الاحترازية، من ارتداء للكمامة وحفاظ على التباعد والنظافة”.

وضرب البوزيدي مثالا بالدول الآسيوية التي استطاعت حصار المرض فقط عن طريق الإجراءات الاحترازية المتبعة، متابعا: “كلنا يجب أن نحترم أمورا بسيطة جدا لكنها كفيلة بالحفاظ على الأرواح”.

وأظهرت أوراق بحثية صدرت أمس الجمعة في المملكة المتحدة أن تفشي فيروس كورونا يتخذ مسارا أكثر حدة من أسوأ سيناريو تتوقعه الحكومة، ما يضاف إلى الأدلة المتزايدة على أن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة للحد من انتقال العدوى، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء.

hespress.com