لا يزال اعتماد التعاقد في قطاع التربية الوطنية بالمملكة يثير ردود أفعال متباينة؛ ففي الوقت الذي يخوض فيه الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، الذين يلحّون على رفض هذه التسمية ويسمّون أنفسهم بـ”الأساتذة الذين فُرض عليهم التعاقد”، احتجاجات مستمرة من أجل “إسقاط التعاقد” يُقبل شباب وحاملو شهادات على اجتياز المباريات التي تعلن عنها الوزارة المعنية لتوظيف هذه الفئة؛ بل تزداد أعداد المرشحين للتوظيف بـ”التعاقد” في التعليم بشكل غير مسبوق سنة بعد أخرى.

بين مؤيد ومعارض، تفاعل عدد من قراء هسبريس مع خبر إجراء المباراة الأخيرة التي نظمتها وزارة التربية الوطنية والتي شهدت مشاركة قياسية، حيث زاد عدد المرشحين الذين تقدموا إلى المباراة على 288 ألف مترشحة ومترشح؛ فيما لم يتعدَ عدد المناصب التي تباروا عليها 17 ألف منصب.

وكتب عادل أن “الإقبال على هذا النوع من التعليم يرجع إلى أنه لا يوجد البديل ولا يمكن إعطاء أي تفسير آخر”؛ فيما قال الغرباوي: “إن العقلية التي تكره التعاقد عقلية تكره “المعقول” وتفضل تكريس الرداءة. انتهى الكلام”.

وكتب أحد المعلقين اسمه عبد الرحيم: “المتعاقدون أبانوا لي كأستاذ قديم عن مستواهم المتدني يوم الحراسة.. أقسم بالله بعضهم يرمي الأزبال في القسم، وآخرون ينظرون إليّ نظرات حقد، وآخرون يغشون في الامتحان، حاولت تنبيههم دون جدوى.. لكم الله يا من تودون تدريس أبنائكم في المستقبل في المغرب”.

أستاذ من العيون تفاعل بشكل متعاطف مع المقبلين على هذا النوع من المباريات، وكتب: “حينما تكون عاطلا وعالة على والديك حتى لو وجدت عملا بـ2000 درهم ستقبل به.. البطالة جوع يعمي الإنسان عن عديد أشياء”.

وتابع المعلق ذاته قائلا: “أنا أستاذ مرسم، وأعتقد أن يكون زميل لي يقوم بنفس عملي وهو أقل مني في عدة أمور هذا أسميه حيف وتمييز.. يجب ترسيم هؤلاء.. بالمقابل يمكن للوزارة أن تتفاوض مع الأساتذة الجدد حول الحركة الانتقالية.. فالدولة تدعي أنها لجأت إلى التعاقد لأن الأساتذة لا يريدون أن يبقوا في مناطق معينة، ويمكن حل هذا عن طريق التفاوض بمعنى ممكن فرض بند يفرض على الأستاذ قضاء فترة معينة في نفس المكان.. هكذا، ندمج الجميع في نظام واحد وفي نفس الوقت تعالج الدولة إكراهاتها بعقد أو بدونه.. المهم بالنسبة لي كمتعاقد حاليا هو التكافؤ بين جميع الأساتذة في جميع الحقوق والواجبات”.

من جانبه، كتب معلق اسمه حسن: “هذا الوضع يجب أن يسائل مخططات وإستراتيجيات التوظيف الذي تنهجه المغرب، فشل إيجاد آفاق لأصحاب الشهادات هو من يحتّم على الشباب اللجوء إلى هذه المباريات”.

وأضاف متسائلا: “هل تعلم، يا عزيزي القارئ، لهذا التعليق أن من بين المترشحين لهذه المباراة ليعملوا كأساتذة في ظروف مهنية أكثر إهانة من العمل في الضيعات الفلاحية هنالك مهندسين في كل التخصصات ودكاترة في أعلى المراتب العلمية لم يجدوا مكانا ضمن مناصب تصحيح مسار البلاد والارتقاء بها؟”.

وأردف المعلق ذاته: “التهافت على كل مباراة كيفما كانت هو مؤشر واضح على فقدان الأمل والرضا بما هو متاح، ولو على حساب الكرامة. إن شاء الله هؤلاء من سيسقط التعاقد على أيديهم، وستنهض منظومة التربية والتكوين. ورجاء لا تسوقوا صورا مسيئة، ولا تلمعوا صورة الواقع القبيح، واكشفوا عن الحقائق بكل موضوعية”.

hespress.com