الثلاثاء 10 نونبر 2020 – 11:00
في ظل تفاقم الوضع الوبائي، بات العديد من أولياء الأمور والأساتذة والأطر التربوية والتعليمية يتساءلون عن تدبير وزارة التربية الوطنية للوضع، متخوفين من العودة إلى التعليم عن بُعد كما حدث خلال الموسم الماضية؛ وهي التجربة التي يؤكدون على “فشلها الكامل”.
وفي هذا الإطار، قال عبد الوهاب السحيمي، الإطار التربوي والفاعل النقابي، إنه “يستحيل الحديث عن تعليم عن بُعد، وإلا سنكون ننافق عموم المغاربة”.
وتابع السحيمي قائلا في تصريح لهسبريس: “لو كان للوزارة سيناريوهات واضحة كانت ستطبق التعليم عن بُعد في ظل هذا الوضع المقلق إلا أن الوزارة لم تستعد لهذا النوع من التعليم”.
وأكد الإطار التربوي والفاعل النقابي أنه “في ظل هذا الارتفاع الخطير للحالات ستجد الوزارة نفسها في ورطة حقيقية”، مشيرا إلى الوضع الوبائي “الصعب والحرج، خاصة خلال الأسبوع الأخير”، مؤكدا تسجيل إصابات ووفيات في صفوف الأساتذة والأستاذات.
وتابع السحيمي: “نحن في حيرة وننتظر قرار وزارة التربية الوطنية؛ فمنذ البداية كنا نعلن أن تدبير الدخول المدرسي لهذه السنة كان سيئا واتسم بالارتباك والعشوائية وعدم وضوح الرؤية، وبالتالي الأساتذة لا يعرفون كيفية تدبير السنة الدراسية أو السيناريوهات التي أعدتها الوزارة في حالة وجودها أصلا”.
وأردف الإطار التربوي: “كنا ننتظر في تدبير الموسم الدراسي أن يكون واضحا، وأن يتم وضع أنماط للتدريس واضحة وفق الظروف؛ وهو ما لم يتم وتم تدبير الدخول بشكل انفرادي دون اللجوء إلى الحوار”.
وأكد السحيمي أن “الأساتذة يشتغلون في ظروف نفسية صعبة، خاصة في المناطق التي فيها الوباء متفش، إذ في الأماكن والأحياء التي بها الوضع الوبائي مقلق وخطر يتم الاشتغال بشكل حضوري كأن شيئا لم يكن”.
وأضاف المتحدث ذاته: “الأساتذة يحسون بأن الخطر يحدق بهم من كل جانب، ومن الصعب أن يكون عطاؤهم متكاملا بل ضعيفا”.
وأوضح الفاعل النقابي أن اعتماد التعليم عن بُعد خلال هذه المرحلة هو أمر صعب وغير ممكن، قائلا: “التعليم عن بُعد هو فلسفة وطريقة للاشتغال تحتاج إلى مقومات وتوفير مجموعة من الشروط، ولا يمكن أن نشتغل بالمقررات المعدة للتعليم الحضوري في التعليم عن بُعد، ناهيك عن عدم توفير الآليات واللوجستيك اللازم للقيام بالتعليم عن بعد وعدم بذل أي مجهود مادي”، مؤكدا: “التعليم عن بُعد في المغرب كذبة وتضليل”.
وأضاف عبد الوهاب السحيمي: “السنة الفارطة كان هناك ترقيع وفشل التعليم عن بُعد؛ وهو ما تأكد، والدليل هو أن الامتحانات تمت فقط في الدروس التي تم تقديمها حضوريا”.