كشف التقرير الأممي حول “حالة سُكان العالم 2020” أن نسبة زواج الأطفال أقل من 18 سنة تناهز 14 بالمائة في المغرب.

ووقف التقرير، الذي أصدره صندوق الأمم المتحدة للسكان الثلاثاء 30 يونيو الجاري، على ما حققته بُلدان العالم بخصوص أهداف المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، وركز بالأساس على الحقوق وكرامة الإنسان والممارسات الضارة في حق الفتيات.

ففي ما يخص الصحة، أشار التقرير إلى أن الوفيات النِّفاسية، وتَعني عدد الوفيات لكل مائة ألف ولادة، تُسجل في المغرب حوالي 70، أما مؤشر الولادات بإشراف عاملين أكفاء في القطاع الصحي فكانت في حدود 87 في المائة.

ورصد التقرير الأممي أن معدل انتشار وسائل منع الحمل بين النساء في سن 15 إلى 49 عاماً يصل إلى 73 في المائة في المغرب، أما مُعدل الخصوبة الإجمالي لكل امرأة مغربية فهو في حدود 4.2، ويعني متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها كلها.

أما فيما يتعلق بأهداف الكرامة وحقوق الإنسان، فأشير التقرير إلى أن معدل الولادات لدى المراهقات المغربيات لكل ألف فتاة في سن 15 إلى 19 سنة يناهز 19 حالة، فيما يصل زواج الأطفال أقل من 18 سنة إلى 14 في المائة.

ويُحقق المغرب معدلات جيدة فيما يخص الولوج إلى التعليم، حيث يَصل صافي معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي إلى 97 في المائة، سواء لدى الذكور أو الإناث، أما بالنسبة للتعليم الثانوي فيصل إلى 64 في المائة.

وفيما يتعلق بالتركيبة السكانية، أوردت تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان أن عدد سكان المغرب يناهز 36.9 مليون نسمة في سنة 2020، فيما تمثل الفئة العمرية 0-14 سنة حوالي 26 في المائة.

أما السكان من الفئة العُمرية 10-24 سنة فهم في حدود 24 في المائة، والفئة العمرية 15-64 سنة تمثل 65 في المائة، أما المسنون، أي أكثر من 65 سنة، فيعادلون ما نسبته 6,7 في المائة من مجموع السكان.

ختان الفتيات في العالم

عالمياً، أشار التقرير إلى أن “صحة عشرات الآلاف من الفتيات تتعرضُ للخطر في كل يوم، وتُسلَب حقوقهنَّ، ويضيع مستقبلهنَّ؛ فبعضهنَّ يقعن ضحية لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية المعروف بالختان، وبعضهنَّ يُجبرن على الزواج وهن في سنّ الطفولة، وتتعرَّض أخريات للإهمال أو الجوع لمجرد أنهنَّ إناث”.

وأورد التقرير أنه في كثير من الحالات، “قد تُرتكَب هذه الأفعال بحُسن نية من قِبل الآباء الذين يُخضِعون بناتهم لممارسات ضارَّة، فهم يقبلون ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية المعروف بالختان بالخطأ ليلقوا القبول من أقرانهم في المجتمعات المحلية التي تنتشر فيها هذه الممارسة على نطاق واسع”.

ووفق مضمون التقرير، يعتقد الآباء “خطأ أن تزويج طفلة صغيرة يضمن مستقبلها، ويجهل البعض منهم المخاطر الصحية البدنية والنفسية المترتبة على هذه الممارسات الضارة، إلا أن النوايا الحسنة لا تعني شيئاً بالنسبة للفتاة التي ستضطر إلى التخلَّي عن مدرستها وصديقاتها لكي تتزوج قَسْراً، أو للفتاة التي تواجه مشاكل صحية مدى الحياة بسبب التشويه الذي أصابها جرَّاء الطقوس المؤذية للعبور إلى مرحلة النضج”.

ودعا صندوق الأمم المتحدة للسكان، في تقريره السنوي، الحكومات إلى الوفاء “بالتزامها بحماية الفتيات والنساء من الأذى.

وتُوجِّه معاهدات حقوق الإنسان، مثل اتفاقية حقوق الطفل، الحكومات إلى “اتخاذ جميع التدابير الفعَّالة والمناسبة بهدف إلغاء الممارسات التقليدية التي تضرُّ بصحة الأطفال”.

وكانت حكومات العالم قد دعت سنة 1994 في المؤتمر الدولي للسُكَّان والتنمية، المنظم في مصر، إلى توفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للجميع، وطالبت بحزم بوضع حد للممارسات الضارَّة في حق الفتيات والنساء.

hespress.com