الجمعة 25 شتنبر 2020 – 08:00
رحلة الذهاب والإياب لا تكاد تنتهي بالنسبة لآلاف التلاميذ المغاربة الذين لم يدخلوا بعد في أجواء الدراسة، في ظل استمرار ارتفاع الإصابات بفيروس “كورونا” في المغرب؛ فعلى الرغم من مرور أسبوعين على الدخول المدرسي، فإن بعض المدارس ما زالت ترفض استقبال التلاميذ بمبرر عدم وجود الأساتذة.
في مدينة سلا، وعلى مستوى حي سيدي موسى الشعبي، تواظب خديجة، وهي أمّ لتلميذة تتابع دراستها في المرحلة الإعدادية، على مرافقة ابنتها إلى المؤسسة التعليمية حيث تدرس، لا يمر على ولوجها حجرات الدراسة إلا دقائق حتى تظهر من جديد: “الأستاذ مكاينش هاد العشية قالو ليهم حتى الغدا”، تؤكد الأم المغربية.
ويؤكد إطار إداري في إحدى ثانويات مدينة سلا أن “الأسبوعين الماضيين تم تخصصيهما للتعارف وتجاوز مطبات الدخول المدرسي الاستثنائي لهذا العام”، مبرزاً أن الدراسة ستنطلقُ بشكل رسمي ابتداء من شهر أكتوبر المقبل.
وعلى الرغم من اعتماد وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي نظام التفويج لإنجاح الموسم الدراسي، فإن العديد من الأصوات أكدت أن “هذا النظام لن يُعطي نتائج مرضية في ظل الخصاص الذي يشهده القطاع على مستوى الموارد البشرية، وكذا غياب الرؤية بخصوص التعامل مع الحصص الاستدراكية”.
وتوصل نساء ورجال التعليم في مختلف أنحاء المملكة بالجدولة الزمنية ونظام التفويج الخاص بهم، مباشرة بعد توقيعهم محاضر الدخول خلال الأسبوع الماضي. ويتوزع نظام التفويج بالنسبة للتلاميذ بين فوج “أ” الذي سيحضر الحصص الدراسية أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، وفوج “ب” الذي سيكون حاضرا بالأقسام أيام الثلاثاء والخميس والسبت.
وسيستفيد التلاميذ من خمس ساعات متواصلة من التعليم الحضوري يوميا، لتجنيبهم عناء التنقل مرتين في اليوم، وتفادي التنقل إلى المدرسة لأكثر من مرة واحدة في إطار الاحترازات الوقائية من فيروس كورونا المستجد.
وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات الوزارية، فإن آلاف الأسر المغربية التي فضّلت التعليم الحضوري تشتكي من غياب الأساتذة، بحيث “يتنقل التلاميذ إلى المدارس ليجدوا حجرات الدراسة بدون أساتذة، بحيث تطلب منهم الإدارة تأجيل الحصة إلى تاريخ آخر”.
وفي ظل تسجيل أرقامٍ قياسية في عدد الإصابات اليومية بفيروس “كورونا” المستجد وما يطرحه ذلك من إشكالات على مستوى تدبير الدخول المدرسي، لجأت بعض المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية إلى خيار “التعليم عن بُعد”؛ لتفادي الوقوع في “كارثة صحية” تعيد البلاد إلى نقطة الصفر.