ظهر الملك محمد السادس متحررا من البروتوكول وهو يتلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا داخل إقامته بالقصر الملكي بمدينة فاس، وهي خطوة رمزية لافتة أثارت موجة من ردود الفعل من قبل المغاربة الذين رحبوا بـ”الظهور الملكي” وتتبع عاهل البلاد شخصيا للانطلاقة الرسمية لعملية التطعيم ضد كورونا.

وأعطى الملك محمد السادس، الخميس، الانطلاقة الرسمية لعملية التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك من مقر إقامته بالقصر الملكي بمدينة فاس، التي حل بها منذ أسابيع.

وقد اختار الملك أن يكون أول الملقحين ضد الفيروس بالمملكة، وذلك في رسالة طمأنة للشعب المغربي، وردا على ما راج حول جودة اللقاحات وفعالياتها وتأثيراتها المستقبلية.

المحلل السياسي محمد شقير أكد في قراءته السوسيولوجية والسيميولوجية لتطعيم الملك محمد السادس ضد الفيروس أن عاهل البلاد “باعتباره أعلى سلطة، ويمثل السلطة السياسية، فإن تدشينه عملية التطعيم ضد كورونا يحمل دلالات اجتماعية وتاريخية ونفسية في علاقة العرش بالمواطنين، وهي علاقة مبنية على الثقة”.

وأوضح شقير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “المفروض على رئيس الدولة أو الحكومة أن يعطي المثال، وأن يبدد المخاوف التي انتشرت خلال الأسابيع الماضية بشأن تداعيات اللقاح وانعكاساته السلبية على صحة المواطنين” مبرزا أن “العلاقة بين الملك ومختلف الشرائح الشعبية هي علاقة ثقة”.

وشدد المحلل ذاته على أن “قرارات ملكية عديدة اتخذت قبل بدء عملية التطعيم، وكانت تصب في المصلحة العامة، إذ واظب الملك على ترؤس لجنة اليقظة الخاصة بكورونا، وأعطى تعليماته بأن يكون اللقاح مجانيا لكل المواطنين”.

واعتبر شقير أن “المغاربة في المجال السياسي لا يثقون إلا في الملك محمد السادس”، مبرزا أن ظهوره وهو يتلقى اللقاح “من شأنه أن يشجع المواطنين على اتخاذ الخطوة نفسها، وأن يبدد الشكوك التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي”.

ورصد متتبعون للنشرات الإخبارية التي وثقت تطعيم الملك ضد الفيروس تعمد الكاميرا إظهار نوع اللقاح الذي اختاره بشكل واضح، والذي لم يكن سوى لقاح “سينوفارم” الصيني.

واعتبر العديد من المعلقين على الأمر أن الملك اختار اللقاح الصيني ليوجه رسالة واضحة إلى المغاربة، وردا على كل ما قيل حول جودة وفعالية التطعيم الأسيوي.

hespress.com