بعد الحكم القضائي الذي قضى بعدم قانونية المنع من الدراسة بسبب ارتداء الحجاب، استأنفت “تلميذة القنيطرة” دراستها بمؤسّستها التعليمية.

وقضت المحكمة الابتدائيّة بالقنيطرة، الأربعاء، بوجوب سماح مؤسّسة “دون بوسكو” للتّلميذة باستئناف دراستها، تحت طائلة غرامة تهديديّة قدرُها 2000 درهم عن كلّ يوم تأخير عن التّنفيذ، مع شمول الحكم بالنّفاذ المعجَّل.

وعن النّظام الدّاخليّ الذي احتجّت به مؤسسة “دون بوسكو” التابعة للتعليم الكاثوليكي الفرنسي بالمغرب بالقنيطرة لمنع التلميذة من الدراسة، قضت المحكمة بأنّه يتنافى مع الدستور المغربيّ والتّشريعات سارية المفعول في المملكة.

وعادت التلميذة، التي تتابع دراستها في السنة الأولى من التعليم الإعدادي، إلى مقعدها بمؤسستها التي درست فيها منذ المرحلة الابتدائية، قبل منعها منذ أزيد من أسبوعين مِن الدراسة بها بسبب ارتدائها الحجاب؛ الأمر الذي قضت ابتدائية القنيطرة بعدم قانونيّته.

وتقول أمّ التلميذة، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ ابنتها قد استُقْبِلت من مؤسّستها التعليمية “بابتسامة، وبصدر رحب، ودون أيّ مشكل”.

وتزيد المصرّحة: “استقبلها زملاؤها بحبور، وقالت لي إنّهم صفّقوا عليها إثر عودتها إلى القسم”.

وعن الدروس التي لَم تحضرها التلميذة خلال الأسبوعين الماضيين ومطلع الأسبوع الجاري، تقول الأمّ إنّه قد جرى الاتفاق بين إدارة المؤسسة التعليمية وممثِّلَة آباء وأولياء التلاميذ بالمستوى الدراسي للتلميذة بتعويضها تعليميّا في دروسها، وانتظار استكمالها الإعداد، لاستدراك ما فاتها من امتحانات.

تجدر الإشارة إلى أنّ عائلة التلميذة قد لجأت إلى القضاء الاستعجاليّ، قبل أزيد من أسبوعين، رافعة ورقة انتهاك حقّ الطفلة في التعليم، ومخالَفة النّظام الداخلي لمؤسسة “دون بوسكو” التعليمية للدستور المغربيّ والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، خاصّة أنّ التلميذة البالغة من العمر 12 سنة قد بدأت ارتداء الحجاب، بشكل عفويّ، فاجأ العائلة ذاتَها، وَفق تصريحها لـ هسبريس.

وقد عرف ملفّ هذه التلميذة مساندة مجموعة من المحامين بشكل تطوّعيّ؛ فقد حضروا جلسة المناقشة، يوم الثلاثاء 24 نونبر الجاري، وترافع مُعظَمُهم، رافضين تلقّي أيّ أتعاب على هذه القضية.

ويقول النّظام الداخليّ لمؤسّسة “دون بوسكو”، في فقرة خاصّة باللباس، إنّ الرّأس يجب أن يكون مكشوفا داخل أسوارها، باستثناء الأيّام التي تكون فيها الشّمس لاذعة، حيث يمكن للتّلاميذ إذ ذاك ارتداء قبّعة في ساحة المؤسّسة، خلال فترة الاستراحة؛ وهو ما قضت ابتدائية القنيطرة بمخالفته للدستور المغربي والتشريعات سارية المفعول بالبلاد.

وسبق أن قال مدير مؤسسة “دون بوسكو”، في تصريح لـ هسبريس، إنّه “متفاجئ باللجوء إلى القضاء”، وأضاف: “لكن أحترم هذا الحقّ، والقرارات الصادرة عن المحكمة، وأنتظر حُكْمَها”.

hespress.com