يعيش الصحراويون المعارضون لأطروحة الانفصال التي تروج لها جبهة البوليساريو، المقيمون في المناطق الجنوبية للمملكة، وسط أجواء من الرعب بعد انتقال الجبهة الانفصالية إلى التلويح بالتصفية الجسدية في حقهم، من أجل ثنيهم عن فضح جرائمها في حق الصحراويين المحتجزين في تندوف على التراب الجزائري.
بادي عبد ربو، واحد من النشطاء الذين أصبحوا معرضين لخطر التصفية على يد مرتزقة البوليساريو، إذ حرّضت هذه الأخيرة مؤيديها، عبر تسجيل صوتي، على تصفيته بعد أن فضح الجرائم المرتكبة في حق الحقوقيين الذين زجت بهم الجبهة في “سجن الرشيد” بمخيمات تندوف على التراب الجزائري.
وتضمن المقطع الصوتي التهديدي الموجه إلى عبد ربو دعوة صريحة إلى تصفيته جسديا، إذ طالب صاحبه بـ”قتله ونزع قلبه”، وهو ما يهدد بانتقال الموالين للبوليساريو إلى القيام بأعمال قتل تستهدف معارضي الجبهة الانفصالية المقيمين في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وأشار بادي عبد ربو، وهو صحافي ورئيس لجنة الإعلام في حركة “صحراويون من أجل السلام”، التي تتبنى موقفا معارضا لخيار العنف والسلاح الذي تتبناه البوليساريو، إلى أن هذه الأخيرة أصبحت “تلجأ إلى العنف لتهديد السلم الاجتماعي وإهدار الطاقات البشرية عبر القتل والتحريض عليه في المدن التي هي تحت سلطة المغرب”.
وأضاف الصحافي ذاته، في تسجيل صوتي توصلت به هسبريس، أن التهديد بالقتل الذي توصل به أتى من رقم هاتفي على التراب الجزائري، مشيرا إلى أن “كل الكوادر الصحراوية التي تكونت تحت إدارة الدولة المغربية، والتي تعارض أطروحة البوليساريو، أصبحت مهددة بالتصفية على يد مرتزقة الجبهة الانفصالية”.
واستطرد المتحدث نفسه بأن البوليساريو، بعد أن اغتالت الأطر الصحراوية من مثقفين وحقوقيين في “سجن الرشيد”، أصبحت تحرض عبر شبكات أتباعها على اغتيال الصحراويين الذين يعيشون في الصحراء المغربية، مثل العيون وبوجدور والداخلة، مطالبا الجزائر بتسليم الإرهابي الذي هدد بتصفيته.
وذهب عبد ربو إلى القول إن الصحراويين الذين يعارضون طرح جبهة البوليساريو بحاجة إلى “الحماية الدولية”، مردفا: “لا يمكن أن نعيش مع هذا المكون البشري (جبهة البوليساريو) الذي تحتضنه الجزائر ويحتضن مجموعة من الإرهابيين المطالبين بسفك دماء الصحراويين الذين يختلفون معهم في الرأي”.
ودعا الناشط الصحراوي الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان المشتغلة على الصعيد الدولي إلى تبني ملفه وملفات النشطاء الذين تهددهم البوليساريو بالتصفية، ومطالبة الجزائر بتسليم الإرهابيين الذين يتوعدونهم بالقتل، مؤكدا أنه يتوفر على كل الأدلة التي تؤكد التهديد الذي يحيق بحياته، ومشيرا إلى أن “الجبهة تسعى إلى زعزعة الأوضاع داخل المناطق التي تديرها السلطات المغربية”.
وزكّى عبد ربو ضلوع الجزائر في تعقيد حل ملف الصحراء بقوله: “البوليساريو اغتالت الكوادر الصحراوية والأطر والمثقفين في سجن الرشيد، لأنها مكون بشري تنعدم فيه القدرة والكاريزما والمؤهل المعرفي والأكاديمي، ثم سلّمت الأمر للجزائر”.