رغم تحذيرات أوروبا بشأن تأثيرات اللقاح البريطاني “أسترازينيكا” على صحّة المواطنين، الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، فإن المغرب ارتأى الحفاظ على الاستراتيجية الوطنية للتّلقيح دون أن يخضعها لأيّ تعديل، حيث لا يزال يطعم المسنين بلقاح “أسترازينيكا”، بينما يؤكّد خبراء مغاربة فعالية لقاح جامعة “أوكسفورد” على جميع الشّرائح العمرية.
بدورها أعلنت لجنة خبراء اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طوّره مختبر “أسترازينيكا” البريطاني، يمكن استخدامه للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عامًا.
وفي توصياتها حول هذا اللقاح، نصحت المجموعة الاستراتيجية الاستشارية لخبراء منظمة الصحة العالمية أيضاً باستخدام هذا اللقاح “حتى لو كانت نسخ متحوّرة منتشرة في البلد”. وأضافت اللجنة أنه حتى مع إثارة تساؤلات حول مدى فاعلية اللقاح لمواجهة سلالة فيروس كورونا التي ظهرت في جنوب أفريقيا، فإنه “لا يوجد سبب لعدم التوصية باستخدامه”.
البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بالدار البيضاء، أوضح أن “المغرب فضّل الإبقاء على البروتوكول نفسه، الذي بدأ به حملة التّطعيم”، مشيرا إلى “ظهور بعض الأعراض الجانبية، التي ليس لها أي تأثير على صحة الإنسان، مثل ارتفاع الحرارة، وهو معطى عادي لا يدعو إلى القلق”.
وأكد الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ “عملية التطعيم ضد فيروس “كورونا” تمرّ في ظروف جيدة، وهناك إقبال كبير للمواطنين”، مبرزا أنّ “هذا الانخراط الجماعي يأتي بسبب التعبئة الشّاملة للأطر الطبية والصّحية، والعمل الكبير الذي قام به الملك محمد السادس للحصول على كميات معقولة من اللقاح”.
وأضاف مدير مختبر الفيروسات بالدار البيضاء أنّ “المغرب من بين الدول القليلة التي حصلت على كميات وافرة من اللقاح، بفضل الدبلوماسية الملكية وتوجيهاتها”، مشيرا إلى أنّ “الأخبار التي تتحدث عن تأثيرات خطيرة للقاح “أسترازينيكا” عارية من الصحة وغير مؤكدة”.
وأوضح البروفيسور ذاته أن “الوصول إلى مناعة جماعية قبل رمضان يتطلب الحصول على 65 مليون جرعة من اللقاح”، مؤكدا أن “العملية في مجملها تسير بثبات، وسنتغلب على الوباء بفضل انخراط الجميع”.
ومعلوم أن التلقيح همّ في البداية الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية (أطر صحية وأمنية وتعليمية). كما أعطيت الأولوية للمصابين بأمراض مزمنة، والذين يعانون الهشاشة الصحية. وسيتم تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر 44 سنة فما فوق، وبعد ذلك على باقي الفئات العمرية.
وتعمل الحكومة جاهدة لطمأنة الرأي العام المغربي بخصوص حملة التلقيح بعد انتشار خطابات التشكيك، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكّدة أنّ اللقاح “بين أياد أمينة حريصة على أمن وصحة وسلامة المواطنين”، ودعت إلى “التحلي بالحيطة والحذر من انتشار عدد من الأخبار الزائفة مجهولة المصدر”.