تطمح مبادرة للجماعات الترابية في ثلاث مدن بشمال المملكة إلى تغيير الصور النمطية حول المهاجرين، من أجل إدماجهم بمناطق استقرارهم.

وتهم هذه الحملة التي تقودها فدرالية “أنمار” للجماعات المحلية بشمال المغرب والأندلس، ثلاث مدن هي وجدة والحسيمة والفنيدق، وتضع من بين أهدافها الأساسية “مكافحة انتشار الأخبار الزائفة والشائعات حول الهجرة”، ولا سيما في سياق جائحة كوفيد-19.

ووفق المعلومات التي استقتها هسبريس فإن هذه حملة يطبعها “أخذ جماعات محلية مغربية بعين الاعتبار مسألة تغيير الأفكار النمطية والهجرة”، وهو “أمر مهم، يتم عبر برنامج للتعاون الدولي”.

وبحسب المعلومات ذاتها، فإن اختيار المدن المستهدفة من الحملة جاء “باعتبار تاريخ استقبالها للمهاجرين، سواء في وضعية غير نظامية أو وضعية نظامية”.

وفي إطار الحملة نفسها، تعد دراسة سوسيولوجية، من المرتقب أن تكون جاهزة في الربع الأول من السنة الجارية 2021، بناء على استطلاعات تضم عينة واسعة من شباب المنطقة، قصد “معرفة تمثلات هؤلاء الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و30 سنة حول الهجرة في مختلف مناحيها، من رغبتهم فيها، واستقبال المهاجرين، إلى الأفعال التمييزية والعنصرية تجاه المهاجرين غير النظاميين”، وهي “دراسة ستسمح لنا أن نفهم الساكنة المحلية، ونعرف كيف نتواصل معها”.

هذه الحملة المسطر تنزيلها على ثلاث مراحل، بدأت أيضا، إلى جانب إعداد الدراسة، “خطوات صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مستهدفة المدن الثلاث، لتفكيك الأفكار المسبقة التي لدينا على الهجرة عموما، حول ماهية المهاجرين، ونوعية الهجرة الموجودة بالقارة الإفريقية، في شمالها وجنوب الصحراء، وتفكيك الأفكار المسبقة، وتحليل الخطاب الإعلامي المنشور في المنابر المحلية”، مع “التواصل مع الإذاعات المحلية، والاعتماد على مؤثري الجهة”.

وتبقى المرحلة الثالثة، حسب المصدر نفسه، مرتبطة بالوضعية الوبائية، بعدما برمجت الجماعات أنشطة حضورية لتحسيس تلاميذ الإعداديات والثانويات بموضوع الأفكار النمطية حول المهاجرين، والأفعال التمييزية ضدهم.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة جزء من مشروع “الحوكمة والتبادل الثقافي: مدن البحر الأبيض المتوسط، مدن متنوعة”، الذي يتم تمويله من قبل مشروع هجرة البحر الأبيض المتوسط من مدينة إلى مدينة (MC2CM)، التابع للمبادرة المشتركة للهجرة والتنمية (ICPMDD)، المدن المتحدة والحكومات المحلية (CGLU)، و”ONU Habitat”، وتنفذه فدرالية “أنمار” ومؤسسة “فامسي” بالتعاون مع جماعات مدن وجدة والحسيمة والفنيدق.

وجاء في بيان لهذه المبادرة أنها تعمل على “تعزيز التنوع الثقافي، وتحسين التعايش بين السكان المختلفين، في ثلاث مناطق معروفة بتاريخ هجراتها الطويل”، مع “الترويج لرؤية متوازنة وواقعية للهجرة في المغرب”، بعدما صار المغرب “بلد استقرار للسكان الأجانب منذ عقود، وهو ما عرف تسارعا كبيرا بعد اعتماد الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء”.

hespress.com