متناسلة المبادرات بعد فيديوهات بثها أطفال من مناطق جبلية مختلفة، تخوض هيئات المجتمع المدني المغربي تحركات من أجل فك العزلة عن دواوير تقاسي صعوبة الظروف المناخية هذه الأيام، وذلك عبر توزيع ملابس وأدوات تدفئة تقلل من حدة المعاناة.

ورغم المحاولات المتوالية لهيئات وأفراد لفك بعض من العزلة عن هذه المناطق، إلا أن المطلب المتردد على لسان الناس يبقى ضرورة طرح الدولة لمشروع طموح ينهي المشاكل المتراكمة، التي تودي بحياة الكثيرين بشكل متكرر سنويا.

وتعاني مناطق جبال الأطلس خلال هذه الفترة من السنة مشاكل متكررة مع البرد القارس، خصوصا التلاميذ الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المدارس، التي تفتقد حجراتها للتدفئة، سوى بوسائل تقليدية بسيطة.

ورغم النداءات المتكررة، لم تتمكن السياسات العمومية من وضع حد للمشاكل المتراكمة في المناطق الجبلية؛ ففي كل سنة تعرف تساقطات للأمطار والثلوج تتجدد مشاهد وتصريحات السكان بشأن ضعف تعاطي الدولة مع وضع العزلة.

حسن أوشكو، فاعل مدني بمناطق الأطلس، يعتبر أنه لا يمكن للمبادرات المدنية أن تحد من معاناة وعزلة سكان الجبال، لذلك على الدولة أن تبحث عن إستراتيجيات ناجعة ومعقولة تسعى إلى تخفيف عزلة الساكنة الجبلية التي تزداد معاناتها في فصل الشتاء.

واستغرب أوشكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، كون الدولة ترى كل يوم الجمعيات الخيرية توزع مساعدات إنسانية على سكان المغرب العميق، ولا تستطيع إيجاد حل معقول لسكان لعبوا دورا مهما في تصفية الاستعمار.

وأضاف الفاعل المدني أن ساكنة الجبال لم تر إلى حد الآن أي دور فعال ومعقول للدولة للتخفيف من معاناتها، مسجلا أنه مهما فرح السكان بمساعدات فاعلي جمعيات المجتمع المدني البسيطة والمحسنين، وهم مشكورون على هذه المبادرات، إلا أن الأمر يوضح بالملموس أن دور الدولة والمنتخبين غائب بصفة نهائية.

وأكمل أوشكو تصريحه قائلا: “على الرأي العام أن يعرف أن هناك سكانا في جبال الأطلس ليست لديهم ملابس تقيهم البرد، وهذا مع الأسف يحدث في القرن الواحد والعشرين، وفي دولة تتغنى بحقوق الإنسان”.

hespress.com