إصابات مرتفعة لا يزال المغرب يحصدها في عداد فيروس “كورونا”، فرغم التنبيهات المستمرة من حالة التراخي القائمة، تستمر رقعة انتشار الفيروس في التمدد، وهذه المرة بأرقام تتجاوز الستة آلاف المعتادة.

وانتقل المغاربة من تسجيل أرقام المائة وما يليها دون الألف إلى ستة آلاف إصابة في اليوم الواحد، وهي معدلات غير مسبوقة، لكن وقعها بدأ يخف أمام التعود، وكذلك بتواتر أخبار اللقاح الفعال وخطوة المغرب نحو التلقيح.

وأمام حالة “الحياة الطبيعية”، التي يعيشها المغاربة، يستمر الوضع في التأزم، ويرافق ذلك ضعف البنيات الصحية، ومحدودية الأطر، وإصابة العديد منها بالعدوى، مما يجعل أنظار الجميع متعلقة بفرج اللقاح، لعله يكون النقطة الحاسمة.

جمال بوزيدي، أخصائي الأمراض التنفسية والصدرية، أوضح أن الحالة الوبائية بالمغرب مقلقة جدا، وأن التخوف قائم من انهيار النظام الصحي، خصوصا أمام محدودية الإمكانيات البشرية واللوجستيكية، وعدم احترام التدابير الاحترازية.

وأضاف بوزيدي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الأطباء متعبون، فيما لا يعير الناس، للأسف، اهتماما لخطاب السلطات، مشيرا إلى أن تدابير وضع الكمامة وتعقيم اليدين والتباعد الاجتماعي هي التي أنقدت دول الشرق مثل الصين واليابان وغيرهما.

وأوضح الخبير الصحي أن الأرقام مرشحة للارتفاع، مشيرا إلى أنه منذ شهر مارس اتضح جليا أن الفيروس يتجه نحو موجة ثانية. وأضاف أن سلك طريق المناعة الجماعية مفيد، لكن ضحاياه كثر، خصوصا في مرحلتي الخريف والشتاء، اللتين تشهدان أمراضا عدة.

وبخصوص اللقاح المرتقب، قال بوزيدي إن “اللقاح لم يطرح بعد، ولن يكون في متناول الجميع”، مسجلا أنه لأول مرة يفشل المغاربة، على مدار تاريخهم، في تدبير أزمة قوية، منبها إلى كون البلاد لم تصل بعد ذروة الفيروس، وبالتالي لا بد من الحيطة.

hespress.com