وسط البحر وبين أمواج “عاتية”، وثق مهاجرون مغاربة من مدينة آسفي مشوار “الحريك” صوب الديار الإسبانية؛ فقد انتشر شريط مصور مدته دقيقة وخمس عشرة ثانية، يُظهر حوالي عشرة أفراد وهم يرددون “الشهادة” وسط البحر، بينما كان القارب الذي يقلهم يتمايل بفعل قوة الأمواج الأطلسية وارتفاعها.

وانتشر الشريط المصور سالف الذكر على نطاق واسع بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر شبان ومراهقون يحملون محافظ وأكياسا بلاستيكية وهم بصدد ترديد الشهادة وسط البحر، بينما كان آخرون في حالة نفسية عصيبة جراء تقلب أحوال البحر.

وأظهرت مقاطع مصورة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي استخدام بعض المهاجرين هواتفهم الذكية لحظة ركوبهم البحر وهم يرددون أغان شعبية، غالبيتهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 16 سنة إلى 40 سنة، بينما تشدد البحرية الملكية مراقبتها على السواحل الشمالية تفاديا لعمليات تسلل جماعية.

وعادت سواحل “المتوسط” إلى جذب “الحراكة” بعد فترة هدوء دامت لشهور بسبب تداعيات “كورونا”، باعتبارها تشكل المعبر الوحيد “الآمن” بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين الراغبين في الوصول إلى أوروبا؛ فقد تدخّلت البحرية المغربية، في أكثر من مناسبة، لإنقاذ مهاجرين قبالة الشواطئ الفاصلة بين المغرب وإسبانيا.

وفي هذا الصدد، يوضح علي الشعباني، المحلل السوسيولوجي، أن “ترديد الشهادة من طرف بعض “الحراكة” المغاربة يكون بهدف كسب العطف وإثارة المشاهد خاصة الشباب، محاولين استقطابهم إما لخوض العملية نفسها أو إعلان التعاطف معهم”، مبرزا أن “الأمر يتعلق بعملية غير شرعية وخطيرة لا تنفع معها الشهادة، بحيث إنها انتحار اختياري”.

وشدد الشعباني، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، على أن “هؤلاء “الحراكة” يتركون انطباعات سيئة لدى المشاهد المغربي، بحيث إن الأمر يتعلق بعملية غير شرعية وسيئة وغير مقبولة”، موردا أنه “ليس هناك عوامل وضغوطات تدفع الشباب إلى اتباع طريق الموت من أجل الهجرة”، وقال بأن “هؤلاء الشباب انساقوا وراء أفكار خاطئة ومغلوطة ومزيفة”.

واعتبر المحلل السوسيولوجي، في تصريحه، أن “المهاجرين الذين يبثون مشاهد من البحر يريدون أن يتركوا انطباعا لدى المغاربة بأنهم شجعان ولا يخشون الموت؛ بينما هم ضحايا أفكار مغلوطة تلقوها، بسبب الإعلام والأفلام الأجنبية”، مبرزا أن “هؤلاء المهاجرين يشتغلون في درجات أقل حين وصولهم إلى أوروبا، ويتلقون رواتب هزيلة مقارنة بالمغرب”.

وأورد الشعباني أن “بعض الآباء يشجعون أبناءهم لخوض معركة “الحريك” مقابل المال، بحيث يتم تسخير سماسرة لهذا الغرض”، مبرزا أن “المهاجرين المغاربة أميون وبدون طموحات، ويرغبون في مغادرة التراب الوطني لأنهم فقدوا طعم الحياة”.

hespress.com