جدل يرافق تعبيرات على وسائل التواصل الاجتماعي تمس باختيارات مغربيات في التعبير، خاصة في منصات شبابية من قبيل “إنستغرام” و”تيك توك”، وهو ما تنقله صفحات على موقعي “يوتوب” و”فيسبوك”.

ويتعلق الأمر بحساب مغربي على مواقع التواصل الاجتماعي، للاعب كمال أجسام يسجل مقاطع وينشرها رقميا، وعمّم خلال شهر أبريل الماضي مقطعا يظهر فيه وهو ينتقل إلى منزل مغربية تنشر فيديوهاتها الراقصة، ويلتقي أباها، ويسلمه “رسالة شكر” على “تربيته، وتعليمه بنته، حتى تصير ‘راقصة تكتوك’ يعجب بفيديوهاتها هو وأصدقاؤُه، ويشاركونها”، ثم يريه مقطعا مسجلا، يضرب الأب على إثره ابنته.

حساب “ك.د”، الذي يعرف باسمه المستعار على مواقع التواصل “مول الجيم الزرقة”، يدعو المغاربة، رقميّا، إلى السير على نهجه، وكتابة “رسائل شكر”، والبحث عن آباء “راقصات تيك توك” وتوجيهها إليهم؛ فعل وصفته الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية بـ”مطاردة الساحرات”، التي تبرز “السيطرة الأبوية على أجساد الفتيات والنساء، التي يُنظَر إليها على أنها طبيعية في المجتمع المغربي”.

وفي بيان لـ”مالي” يقول التكتّل المغربي المدافع عن الحق في الاختيار إن في هذه المقاطع “استهداف للنساء والفتيات اللواتي يصنعن محتوى على منصة تيك توك”، ويتعلق الأمر “بالرقص الكوريغرافي، الذي هو مضمون غير لائق في نظره”، وتزيد: “في هذه المطاردة، سواء كانت مسرحية أم لا، يعثر على عنوان الفتيات، ويعتبر نفسه وصيا نبيلا للفضيلة، ومنقذا لـ’شرف’ العائلة؛ فيذهب إلى بيت الفتاة ويتظاهر بأنه معجب بمقاطعها على تيك توك، ويطلب مقابلة الأب من أجل إثارة ردود فعل عنيفة”.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن “الفاعل الرقمي” تمسك بمقاطعه، وانتقد رافضيها، الذين اعتبرهم “يعيشون من مداخيل أخواتهم” اللائي يصوّرن مثل هاته الفيديوهات، قبل أن تُحذَف مطلع الأسبوع الجاري.

وترى الحركة البديلة من أجل الدفاع عن الحريات الفردية (مالي) أن مثل هذه المضامين “تكشف تماما عن العنف الذي تتعرض له النساء، والمتجلي في معاقبتهن لأنهنّ قرّرن استخدام أجسادهن لأغراض فنية أو ترفيهية على منصة تيك توك”، ويضيف التكتّل: “إذا كان هذا الأخير نصّب نفسه مطبّقا للقانون في العصر الحديث فإن هذا حقا يقلقنا”، علما أن البعض “يرى أن من حقه كرجل أن يتحكّم في أجساد النساء واختياراتهنّ في الحياة”.

وتتأسف “مالي” لأن مثل هذه الواقعة “تذكّر بأن في بلدنا، مثل العديد من البلدان الأخرى، يُربَط ‘شرف’ الأسرة في المقام الأول بـ’أخلاق’ الجنس الأنثوي فيها”.

وتدعو الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية إلى “المساعدة” باسم الدفاع عن “حقوق المرأة واحترام كرامتها النسوية”، عن طريق “التعهد بالعمل على عدم ترك هذه السلوكيات تمرّ دون عقاب كمواطنات ومواطنين ملتزمين”، عبر الدعوة إلى التبليغ عن هذه الفيديوهات ومثيلاتها حتى تحذفها شركات التواصل الاجتماعي، و”مطالبة أصدقائكم بنفس الشيء من خلال مشاركة هذه الرسالة”.

في هذا السياق، تقول ابتسام لشكر، الناطقة الرسمية باسم حركة “مالي”، إن هذه الفيديوهات “رسالتها واضحة، وخطيرة جدا، من عنف وتمييز ضد النساء واختياراتهنّ، بغض النظر عن صدقها من عدمه”، وهو ما دعا إلى “توحيد للمبادرات حتى يكون لها تأثير”، بالتنسيق مع مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “إنستغرام”.

وفضلا عن الاستهداف، ومس الاختيارات الشخصية، وما يصدر عنه مثل هذا الفعل من “تسلّط وتحكّم ذكوري وأبوي”، تشدد لشكر على خطورة آثار مثل هذه الفيديوهات، “فلا نعرف إلى ماذا ستفضي، وقد تودي بحياة مستهدفات منها”، وفق تعبيرها.

ومع استمرار الحديث مع حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي حتى تحذف تسجيلات نشرتها للمقاطع المصوَّرَة التي أثارت الجدل، بتنسيق بين أعضاء من “مالي” ومجموعة من الفاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة “إنستغرام”، تسلط ابتسام لشكر الضوء على الحاجة بالموازاة مع هذا إلى “الحلّ القانوني”، وهو ما تحُثُّ الجمعيات الحقوقية والنسوية بالمغرب إلى التحرّك في سبيله.

hespress.com