أمام عادات استهلاكية ثابتة تصاحب حلول شهر رمضان، يحتد النقاش حول ضرورة تغيير سلوكيات التبذير التي لطالما ترافق تبضع المغاربة على امتداد فترات ما قبل وحين الصيام، كما في فترة عيد الفطر التي تليها مباشرة.

وتغص المحال التجارية والأسواق الشعبية والواجهات المعروفة في مختلف حواضر المملكة بالمواطنين المغاربة للتبضع استعدادا للصيام، في ظل ظروف استثنائية فرضتها جائحة “كورونا” للعام الثاني على التوالي.

ومن المرتقب أن يخوض بعض النشطاء المغاربة (الجامعة المغربية لحماية المستهلك) حملات توعوية وسط المواطنين من أجل تحسيسهم بضرورة الحفاظ على الطعام، وعدم تبذير المواد الغذائية خلال شهر رمضان.

وتثير المسألة أسئلة الجدوى من الصيام أمام التبذير الكبير الذي يصاحب الشهر، فيما يطالب الأطباء بضرورة عقلنة الاستهلاك لتفادي عواقب صحية وخيمة، فضلا عن المصاريف الكثيرة التي تنهك جيوب عائلات كثيرة بحكم ضغوطات أنماط عيش المجتمع.

سعيد جعفر، رئيس مركز التحولات المجتمعية والقيم في المغرب وحوض المتوسط، أورد أن المغاربة عاشوا “بوهيوف” والجفاف لفترات طويلة، فضلا عن سياسات التقويم الهيكلي التي اعتمدت التقشف على امتداد سنوات تتذكرها أجيال عديدة.

وأضاف جعفر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغاربة يخافون كثيرا من الغد، لكنهم في الوقت ذاته لا يتركون فرصة سانحة دون الاستهلاك، انتقاما من أيام النقص الحاد، خصوصا أن الجوع كان بنيويا في فترات محددة”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “المناسبات الدينية عموما تشهد إفراطا، ومنها عيد الأضحى كذلك، حيث يتسابق الناس نحو أكبر الخرفان، وفي رمضان يتسابقون نحو أشهى وجبات الإفطار”، معتبرا أن للأمر “مفسرات تاريخية وثقافية واجتماعية”.

وأكمل المتحدث تصريحه قائلا: “المجتمع المغربي يعرف تحولات كبيرة، لكن لا يجب النظر دائما إلى الاستهلاك بسلبية، خصوصا أنه مؤشر على وجود دورة اقتصادية حيدة، والاتجاه نحو سلوكيات تبرز التخلي عن عقلية الدرهم الأبيض لليوم الأسود”.

hespress.com