يتقلّصُ هامش تحرّك الدّولة في تعاطيها مع الجائحة يوماً بعد يومٍ في ظلّ استنفاد كلّ الخيارات المطروحة، فلا الحجر الصّحي “الجزئي” آتى بالنّتائج المنتظرة وأبْعد الفيروس عن مدنِ المملكة، ولا الإجراءات الاحترازية التي سلكتها الدّولة نجحت في محاصرة الجائحة.

وحتّى إذا سلكت الدّولة الخيار الجذري وأعادت تفعيل الحجر الصّحي الشّامل في كلّ أرجاء المملكة، ستكون أمام نتائج كارثية في ما يخصّ الأداء الاقتصادي والتّوازنات المالية، وهو السّيناريو الذي يرعبُ الأوساط الرّسمية في البلاد، خاصّة في ظلّ غياب لقاح فعّال للقضاء على فيروس “كورونا”.

ويطرح خيار الحجر الصحي الشّامل عدّة تحدّيات، سواء للسّلطة أو للمواطنين، لكنه سيسهم وإن كان “قاسيا” في التّقليل من انتشار الجائحة؛ فالنّتائج التي حقّقتها المملكة خلال بداية انتشار الوباء كانت إيجابية، إذ استطاعت تطويقه لشهور.

وبات المغرب يسجّل أرقاما مهولة للإصابات بالفيروس الذي يواصل تحطيم كلّ التوّقعات الرّسمية والمهنية، بتسجيله آلاف الإصابات المؤكدة وسط المغاربة؛ وهو ما جعل شبح الإغلاق يعود مجدّداً ويشمل مدنا عديدة، بينما لا خيار أمام الدّولة سوى مواصلة التّعامل مع الجائحة بحزمٍ كبيرٍ.

ودفعَ الوضع الوبائي في المغرب السّلطات إلى إعادة النّظر في البروتوكول الصّحي المعمول به لمواجهة فيروس “كورونا”، فقد تقرّر اتخاذُ مجموعة من الإجراءات الاحترازية للتّحكم في الوضعية الصّحية، خاصة في ظلّ تقاطر عدد كبير من المغاربة المصابين على مستشفيات المملكة، وارتفاع الحالات النشطة.

وعلى الرّغم من قرارات الإغلاق التي اتخذتها السّلطات مؤخراً على مستوى بعض المدن والجهات، فإنّ خيار العودة إلى الحجر الكلّي يبقى أمراً مستبعداً في الظّرفية الحالية، إذ إن الحالة الاقتصادية تعيش انكماشاً غير مسبوق، وكلّ المؤشّرات الاجتماعية تشير إلى استمرار الأزمة.

وفي سياق ذي صلة، قرر مجلس الحكومة تمديد حالة الطوارئ الصحية لشهر إضافي إلى غاية 10 دجنبر المقبل؛ وذلك في إطار جهود المملكة المغربية المبذولة لمكافحة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

وصادقت الحكومة على مشروع مرسوم يقضي بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني، لمواجهة فيروس كورونا “كوفيد ـ 19″، معلنة استمرارها لمدة أربعة أسابيع إضافية.

مشروع هذا المرسوم، الذي قدّمه الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، يهدف إلى تمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني من يوم 10 نونبر الجاري في الساعة السادسة مساء إلى غاية 10 دجنبر المقبل في الساعة السادسة مساء.

hespress.com