لا تخلو معظم شوارع الدار البيضاء من المتسولين، رجالا ونساء، بل حتى الأطفال، إذ باتوا يقفون في طوابير طويلة، وفي إشارات المرور، وهو ما صار يقلق راحة البيضاويين ومستعملي السيارات.
وينتظر بمختلف طرقات المدينة العشرات من هؤلاء المتسولين، خصوصا النساء اللواتي يعملن على استغلال الأطفال، ودفعهم إلى طلب دريهمات من المارة، في الوقت الذي يفترض تواجدهم بالمدارس.
وأطلقت فعاليات مدنية بالدار البيضاء حملة تحسيسية منذ أسابيع تروم دعوة الأمهات والآباء إلى عدم استغلال أطفالهم في التسول، والعمل على جعل هذه الشريحة تعود إلى مكانها الطبيعي المتمثل في المدرسة.
وعملت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة (أميج)، عبر فرعها الفداء مرس السلطان، خلال شهر رمضان، على إطلاق حملة تحسيسية تحت شعار “من أجل مدينة بدون أطفال التسول”.
وقال محمد كليوين، رئيس فرع الجمعية، إن الحملة انطلقت في شهر رمضان، بالنظر لانتشار الظاهرة خلال هذه المناسبة، خاصة في الأسواق التجارية الكبرى على غرار كراج علال ودرب عمر.
وأضاف كليوين، في تصريح لجريدة هـسبريس الالكترونية، أن الجمعية تبين لها أن هناك عصابات منظمة تقوم بإكراء الأطفال بأثمنة متفاوتة واستغلالهم في “السعاية”.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن بعض الآباء والأمهات تحولوا إلى مقاولات تُكري الأطفال، الذين يتم استغلالهم بطريقة بشعة لا تبشر بالخير.
وأوضح رئيس الجمعية أن الأطفال، الذين يتم إكراؤهم لبعض النساء المتسولات، يتعرضون للعنف اللفظي وكذا الجسدي في حالة عدم امتثالهم للأشخاص الذين يكترونهم.
وكشفت الجمعية، من خلال بحث لها، أن الأطفال المتسولين يتحدرون من أسر معوزة، وأن ثمن إكرائهم يصل إلى 150 درهما في اليوم، وقد يرتفع الثمن إلى 250 و300 درهم لليوم خلال المناسبات الدينية.
وأوضحت الجمعية أن هؤلاء الأطفال يتم استغلالهم من قبل عصابات متخصصة تتكون من “أشخاص لديهم نزعات غير إنسانية مقابل إيوائهم في أوكار غير آمنة، حيث يكون الأطفال في أسوأ حال نظرا لما يلاقونه من قهر وتعذيب يدفعهم للطاعة العمياء”.
وتقترح الجمعية تطبيق الترسانة القانونية، التي تجرم التسول الاحترافي في حالة العود، خاصة بالنسبة إلى الذين يستغلون الأطفال والمعاقين والمسنين، إلى جانب العمل على تحقيق الإدماج الأسري، والإدماج المؤسساتي في مراكز الرعاية، والإدماج الاقتصادي لهم ولأسرهم.