توقف المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، عند تاريخ 16 ماي الذي يخلده المغرب كل سنة، معتبرا إياه أكثر من موعد سنوي لذكرى التأسيس، وأعمق من أن تستوعبه مجرد مناسبة للاحتفال.
وقال حموشي، خلال كلمة له وجهها إلى نساء ورجال الأمن الوطني بمناسبة الذكرى الـ65 لتأسيس الأمن الوطني، إن تاريخ 16 ماي هو محطة موشومة في أفئدة أسرة الأمن الوطني تستحضر فيها تضحيات الرعيل الأول من نساء ورجال الأمن.
وأكد المسؤول الأمني ذاته أن الموعد منعطف حاسم في مسار إرساء وتثبيت الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أنه مناسبة لتقييم المنجزات واستشراف التحديات في مجال الأمن، بما يخدم أمن وسلامة المواطنين، “الذين نحن مؤتمنون على صون أمنهم أمام الله والوطن والملك.”
ولفت حموشي الانتباه إلى أن تخليد المديرية العامة للأمن الوطني للذكرى الـ65 للتأسيس يأتي هذه السنة في سياق مطبوع باستمرار سريان أحكام فترة الطوارئ الصحية التي تفرضها مجابهة جائحة “كورونا”.
هذا السياق، يتابع المدير العام للأمن، موسوم بتزايد الطلب العمومي على الخدمة الأمنية في مختلف المجالات والميادين، كما يتزامن مع نسمات عيد الفطر وبركات الأيام الأولى من شهر شوال المبارك.
واغتنم حموشي الفرصة لتثمين دور وتضحيات نساء ورجال الأمن الوطني بعرفان كبير طيلة فترة الطوارئ الصحية، عندما رابطوا في الشارع العام، بينما كان الحجر الصحي هو السائد، وعندما حرصوا على تأمين ممتلكات المواطنين، الذين كانوا آنذاك يلتزمون بتدابير الأمن الصحي وإملاءات التباعد الاجتماعي.
واستحضر المدير العام للأمن الوطني الأرواح الطاهرة لنساء ورجال الأمن، ومن قضوا نحبهم بسبب الجائحة، مقدمين أنفسهم فداء في سبيل خدمة أمن الوطن، متضرعا إلى الله بأن يتقبلهم في جنات الخلد بما قدموا من جميل العمل لفائدة وطنهم ومواطنيهم.
وأكد المتحدث ذاته أنه “كان لمخططات العمل التي حرصت أسرة الأمن على تطبيقها خلال فترة الطوارئ، سواء في مجال ضبط حركية التنقلات أو فرض إجراءات الحجر الصحي أو في زجر الجريمة وصون الأمن العام، الدور الكبير والإسهام البليغ في إنجاح الجهد العمومي لتدبير الجائحة الصحية والتخفيف من تداعياتها.”
“هذا الأمر استوجب منكم، يورد حموشي مخاطبا نساء ورجال الأمن، تعبئة كبيرة وتضحيات جسيمة تقتضي التنويه والتقدير، كما استدعى أيضا تسخير إمكانيات وموارد لوجستيكية مهمة من جانب المديرية العامة للأمن الوطني”.
وأشار المسؤول الأمني الكبير إلى أن المغاربة يعلقون آمالهم على موظفات وموظفي الأمن لمواصلة التعبئة خلال ما تبقى من فترة الطوارئ الصحية بنفس الحزم والعزم، داعيا إياهم إلى “التفاني في خدمة المواطنين في التزام دقيق بأحكام القانون، وفي تقيد صارم واحترام حقوق وحريات الأشخاص والجماعات”.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أنه تم تدشين المقر الجديد للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ومقر مختبر الشرطة العلمية بالدار البيضاء بمواصفات عمرانية راقية ومعدات لوجستيكية متطورة، كما تم تدشين الخيالة بالقنيطرة في حلتها الجديدة، التي أصبحت تجمع بين التكوين الشرطي من جهة، وبين بناء الكفاءات وصقل المواهب في رياضات الفروسية من جهة ثانية.
ووعد المدير العام للأمن الوطني بمواصلة توفير المناخ الوظيفي المندمج لفائدة الموظفات والموظفين بما يسمح لهم بالاضطلاع الأمثل بمهامهم النبيلة، مؤكدا أن مديرية الأمن حريصة أيضا على استكمال مشروع تحديث البيئة التحتية لمصالح الأمن وتطوير آليات العمل والنهوض بالأوضاع الاجتماعية والمهنية لمنتسبي الأمن الوطني.
ولم يفت حموشي التأكيد على أن مديرية الأمن تعكف بعزم لا ينضب على مواصلة إجراءات الإصلاح والتخليق الوظيفي، إيمانا منها بأن إرساء مرتكزات الحكامة الجيدة في المرفق العام الشرطي يتطلب موظفات وموظفين مكونين جيدا، وملتزمين بمبادئ النزاهة والشرف، وممتلكين لثقافة حقوق الإنسان وتطبيقاتها في الوظيفة الأمنية.
وحث حموشي المنتسبين إلى أسرة الأمن على مواصلة النهوض بمهامها الجليلة بنفس المستوى والقدر من المثابرة والعزيمة، تحقيقا للتطلعات المنشودة، حتى “يكونوا في المستوى الذي يليق بسمعة وإشعاع أمن البلاد، ومستوى تطلعات وانتظارات المواطنين من أمنهم الوطني، وأيضا عند حسن ظن الجناب الشريف جلالة الملك نصره الله”.