الخميس 23 يوليوز 2020 – 01:25
أجمع خبراء من مجالات متفرقة، حضروا ندوة جريدة هسبريس الإلكترونية حول مدى نجاعة تدابير الحجر الصحي في الحد من انتشار فيروس كورونا بالمغرب، على توفر الاستراتيجية المغربية على جوانب إيجابية كثيرة، لكن تخللتها أمور سلبية عدة.
الدكتور الطيب حمضي، عن أطباء القطاع الخاص، قال إن الحجر كانت له جوانب سلبية وإيجابية في الوقت ذاته، مشيدا بارتباطاته الصحية، بداية بقلة الوفيات والتحكم في انتشار الوباء، لكن كل هذا بالطبع له عوارض نفسية واقتصادية.
وأضاف حمضي، في مباشر هسبريس، أن المغرب اتخذ إجراءات صارمة كان لها الوقع الجيد صحيا، مشيرا إلى أن العديد من الدول مثل كوريا لم تتخذ الإجراءات نفسها، لكن ذلك يعود إلى أمور ثقافية عديدة، واعتياد الإنسان الآسيوي على مثل هذه السياقات.
وأوضح الخبير أن المغرب لم يكن على استعداد كبير، والدليل هو التوفر على ثلاثة مختبرات لإجراء الفحوصات، وطالب بتوفير مزيد من التداريب لكافة المختصين من أجل الاعتياد على وضعيات مشابهة مستقبلا.
وسجل حمضي أن الاقتصاد المغربي بالطبع تأثر بالجائحة، لكن الخطورة كانت ستكون أكبر لو لم يقم المغرب بإجراءات الحجر الصحي، مؤكدا أن وقوع وفيات وإصابات بشكل أكبر مما سجل كان سيهز الناس ولن يتوجهوا إلى العمل.
من جهته، أورد رشيد الكنوني، المتخصص في علم النفس، أن المغرب تفاجأ مثل جميع بلدان المعمور بفيروس كورونا، لكنه تعامل معه بنبوغ، وتضافرت جميع الجهود من أجل إنجاح المرحلة الحساسة التي مر منها المغرب.
وأضاف الكنوني، في الندوة ذاتها، أن الأزمة كانت لها جوانب نفسية عديدة؛ فالضغط ولد وضعا جديد لدى المواطن المغربي، كونه غير متعود، مؤكدا أن الصعوبات ما تزال قائمة حاليا، خصوصا في ظل غياب تملك جماعي للإحاطة بالوباء.
وأردف الخبير المغربي أن العديد من الفئات تضررت من وضع الحجر الصحي، خصوصا الأطفال والأشخاص في وضعية إعاقة، وأعرب عن أسفه لغياب انخراط جماعي في التدابير الاحترازية، بشكل متفاوت من منطقة إلى أخرى، مطالبا باستدراك الأمر مستقبلا عبر تدريس الأزمات.
وزاد الكنوني شارحا: “لا وجود لدراسات حول حجم الضرر، لكن الأسر المغربية تعيش على نمط معين تغير الآن، وهو ما ولد مشاكل كثيرة داخلها”، مؤكدا وجود تساؤلات كثيرة تحتاج إلى إجابات؛ أولها مدى استمرار دعم الأسر المعوزة، مع ضرورة الانتباه مستقبلا إلى ضرورة الاستثمار في الثقافة والرياضة لتجاوز المشاكل النفسية.
عبد الكريم مزيان بلفقيه، رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة في وزارة الصحة، سجل أن تأثير الجائحة على البلد لا يمكن نفيه، مؤكدا في المقابل أن الاستراتيجية المعتمدة كانت متوفرة مسبقا ويتم تحينها بشكل دوري من لدن الوزارة.
وأضاق مزيان بلفقيه، في ندوة هسبريس، أن مراحل مقبلة ما زالت تنتظر المغرب، لكن المنظومة الصحية أكدت قدرتها على التجاوب، خصوصا في استخدام فرصنا الداخلية إسوة بجميع الدول التي انزوت وانشغلت بمواردها الذاتية.
وأكمل بلفقيه أن الجائحة أظهرت أنه لا فرق بين الطب العمومي والعسكري والخاص، الكل اشتغل لمصلحة المغرب، مشيدا بسلك المغرب طريق التعاون الدولي ودعمه للأشقاء الأفارقة، كما أنه لا وجود للبس في تدبير كورونا في مختلف مناطق المغرب.
وبخصوص وضعية مدينة طنجة، قال المتحدث: “كل شيء متحكم فيه، تجتاز الآن الوضعية نفسها التي اجتازتها مراكش والدار البيضاء سابقا”، مؤكدا أن البروتوكول العلاجي المتبع بالمغرب أملته السيادة الوطنية فقط.