الأربعاء 09 دجنبر 2020 – 10:00
دعا خُبراء مغاربة وأجانب إلى إعادة النظر في محددات السياسة الصحية بالمغرب، وإصلاح نظام تمويل القطاع من أجل رفع نجاعته وفعاليته أمام تداعيات أزمة فيروس كورونا.
وقال كابريال مالكا، مدير قطب العلوم الطبية والبيولوجية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، في ندوة رقمية نظّمها معهد صندوق الإيداع والتدبير، الثلاثاء حول موضوع “إعادة النظر في محددات السياسة الصحية”، إن جائحة كورونا تدفع إلى التساؤل حول مكانة الصحة العامة في حياة المؤسسات والمجتمع.
وأضاف البروفيسور، الذي عاش تجربة الإصابة بفيروس كورونا، إن “هناك ضرورة من أجل تطوير منظومة الصحة في المغرب؛ لأنها غير ملائمة، ولا تستجيب لتطلعات المريض وتعاني من ضعف الأطر والتمويل”.
وأكد مالكا، في مداخلة ضمن الندوة الرقمية، على “ضرورة مواكبة المريض خلال العزلة التي يعيشها خلال المرض، إضافة إلى إيجاد وسيلة لضمان عمل القطاعين العام والخاص معاً؛ لأن هناك غيابا للتنسيق بينهما حالياً”.
وحسب المتحدث، فإن “المغرب مُقبل على مرحلة شيخوخة مؤكدة مع أمد حياة يصل حالياً إلى 75 سنة؛ لكنه لا يتوفر على وسائل لمواجهة هذا الوضع”.
ويؤكد مالكا أن “ما يجب القيام به هو وضع المريض في مركز المنظومة الصحية وجعل الجودة بوصلة له، وإعادة التفكير في مهن الصحة”، معتبراً أنه لا يمكن الاستمرار في تكوين الأطباء كما يتم سابقاً.
من جهتها، قالت رجاء العواد، أستاذة علم المناعة، إن “المستقبل غير مطمئن ما دُمنا لم نتخذ مواقف على المستوى العالمي من أجل التحكم من وسائل الاستهلاك واستغلال الأرض والتأثيرات على البيئة”.
وأشارت العواد، ضمن تفاعلها في الندوة الرقمية، إلى أن عدم إعادة النظر في أنماط الاستهلاك يُساهم في بروز أمراض مُعدية، مشيرةً إلى أن الخطر سيبقى مستمراً ما لم تتم مراجعة طريقة عيشنا.
على المستوى التمويلي، قال برت بريس، الخبير الاقتصادي لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إن “المغرب سينجح في تجاوز الأزمة إذا أصلح نظام تمويل الصحة”.
وذكر بريس أن المغرب كان قبل أزمة فيروس كورونا يواجه تحديات من أجل تمويل هذا القطاع؛ لكنه اليوم أصبح يواجه تحديات أكبر وأكثر استعجالية.
وفي نظر الخبير الاقتصادي، فإن “الجائحة خلقت فرصةً يجب استغلالها من أجل تحسين نجاعة الإنفاق في القطاع الصحي، ومن أجل رفع الموارد اللازمة من أجل تمويله”.
ويرى بريس أن “الجائحة توفر تشجع إرادة جماعية إيجابية من أجل أداء الضرائب لفائدة المنظومة الصحية”، وزاد قائلاً: “يجب الاستثمار أكثر في القطاع الصحي، ليس فقط في القطاع الخاص بل حتى العمومي، والاستفادة من الجهوية المتقدمة”.
ويعتقد الخبير الاقتصادي لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن “هذه الإصلاحات لوحدها ستبقى غير كافية لتمويل المنظومة الصحية. ولذلك، يجب على زيادة الإيرادات الضريبية بشكل عام؛ لأن أزمة كورونا تسبب في عجز في الميزانية العامة للدولة”.
ولمواجهة هذا التحدي، دعا بريس إلى تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة المشاركة في سوق الشغل، مُشيراً إلى أن هذه الإستراتيجية جيدة من أجل تحسين التغطية الصحية وتمويل المنظومة الصحية.