بات المغرب يسجل أرقاما قياسية في الإصابات اليومية بكوفيد 19، وهو ما ينذر باقتراب امتلاء المستشفيات إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، والأخطر هو ملء أسرة الإنعاش التي يعد عددها محدودا، وقد لا يكفي في القريب العاجل.

وفي المقابل تعرف الحالات التي لا تظهر عليها علامات الإصابة ارتفاعا هي الأخرى، وهي التي تشكل النسبة الأكبر من الإصابات المسجلة.

وفي هذا الإطار يقول جمال الدين البوزيدي، أخصائي الأمراض التنفسية، إن خمسين في المائة من الحالات المسجلة إصابتها بكوفيد 19 هي دون أعراض، و30 بالمائة حالات خفيفة، و19 بالمائة من الحالات التي تكون شرسة، وخمسة بالمائة تصل إلى الإنعاش والعناية المركزة.

ويؤكد المختص أنه حينما تكون هناك حالات نشطة يجب أن يكون للدولة خمس الرقم المسجل كأسرة للإنعاش، يتم وضعها احتياطيا في حالة الحاجة إليها، وهو “أمر صعب”، بالنسبة له، نظرا للطاقة الاستيعابية لمستشفيات البلاد.

ويقول البوزيدي: “عدد الأطباء والأطر والموارد البشرية محدود، وإذا ارتفع العدد لن يكفي حتى الأسرة، وبالتالي يجب حصر المرض”، مؤكدا أن “الوضعية مازالت مسيطرا عليها، لكنها مقلقة جدا”.

ويستبعد البوزيدي في الوقت الحالي أن يكون هناك إغلاق عام للبلاد، “نظرا لكون عواقبه الاقتصادية والمالية والنفسية والاجتماعية كبيرة”، مفيدا بأن ما يتم الاعتماد عليه هو “الإغلاق الجزئي للأماكن التي يظهر فيها المرض”.

ويشدد المتحدث على ضرورة أن يلتزم المواطن بالإجراءات الاحترازية اللازمة، موردا: “فئة من المواطنين المغاربة لا يضعون الكمامات، وحينما يضعونها لا يتم الأمر بطريقة صحيحة، وهو أمر نلاحظه في المقاهي وفي الأماكن العمومية”.

وينبه المختص ذاته إلى أن نسبة العدوى تكون مضاعفة عشر مرات في الأماكن المغلقة، قائلا: “هناك مصانع ومقاهي وأماكن مغلقة لا يتم احترام الاحترازات الضرورية فيها”، ومشيرا إلى أن مسؤولية ارتفاع الأرقام بنسبة كبيرة يتحملها المواطن.

وتجاوز المغرب مائة ألف إصابة بفيروس كورونا، وسط تخوفات من أن ترتفع الأرقام أكثر فأكثر خلال القادم من أيام، خاصة أن مؤشر العدوى بات يرتفع.

hespress.com