قال جمال الدين البوزيدي، الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية، إن قرار العودة إلى الإغلاق الشامل لمحاصرة انتشار النسخة المتحورة من فيروس “كوفيد 19” مرتبط برد فعل المجتمع المغربي، موضحا: “نعيش فترة حرجة جدا”.

وأضاف البوزيدي: “يجب أن نكون أكثر حرصا باعتماد التباعد الجسدي، ووضع الكمامة بطريقة صحيحة، والنظافة، وعدم الولوج إلى الأماكن المغلقة من أجل محاصرة المرض، إضافة إلى التلقيح”.

وأوضح المختص أن النسخة البريطانية من فيروس “كوفيد 19″، التي تم اكتشافها في المغرب، تتميز بسرعة الانتشار بنسبة تتجاوز النسخة الأصلية بـ70 في المائة.

وقال البوزيدي إن مؤشر العدوى ينتقل من 2.5 إلى ما يقارب 4 في هذه النسخة. أما فيما يهم الفتك “فليست هناك دراسات بمرجعية علمية؛ بل مجرد تخمينات من طرف عدة خبراء على أنها ستكون أكثر فتكا وإصابتها أكثر خطورة عند الشبان والأطفال”؛ لأنه، حسب الدراسات، لن تتبقى في الأخير إلا هذه السلالات الجديدة.

وشدد الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية على أن اللقاحات المستعملة في المغرب خلال المرحلة الحالية هي فعالة ضد هذه النسخة المتحورة من الفيروس.

وأكد الخبير ذاته أنه جرى اليوم تطعيم 3 ملايين شخص في المغرب؛ لكن الطموح هو تلقيح 34 مليونا، أي 80 في المائة من الساكنة في ظرف 3 أشهر، للوصول إلى المناعة الجماعية.

وذكر البوزيدي أنه كانت هناك طفرات جينية وسلالات عديدة تجاوزت الأربعة آلاف؛ لكن أهمها تلك التي ظهرت في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا.

وتستمر مصالح وزارة الصحة، عبر مختلف ربوع المملكة، في تلقيح أكبر عدد من الأشخاص المعنيين حسب الحقنات المتوفرة؛ فيما تترقب البلاد وصول شحنات أخرى في الأيام المقبلة، بغية تسريع “المناعة الجماعية” قبل ظهور أي سلالات متحورة أكثر مقاومة للقاحات التي جرى تصنيعها من قبل شركات الأدوية.

وخلال الشهر الماضي، أعلنت الحكومة المغربية أنها طلبت 65 مليون حقنة من اللقاحات المضادة لـ”كورونا” من شركة “سينوفارم” الصينية وشركة “أسترازينيكا” البريطانية؛ بينما سيكون على سلطات البلاد تفعيل “دبلوماسية اللقاح” من أجل الحصول على مصادر أخرى، لا سيما بعد ظهور حالات الإصابة بالنسخ المتحورة من الفيروس التاجي.

hespress.com