بعد تفاقم الوضع الوبائي في البلاد، عاد الحديث عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية اللازمة على اعتبار أنها الضامن الوحيد إلى حد الساعة للحد من انتقال العدوى، ومن ضمن هذه الإجراءات ارتداء الكمامة بطريقة صحيحة.

جمال الدين البوزيدي، رئيس العصبة المغربية لمحاربة السل اختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة السريرية، حثّ على الاستعمال الجيد للكمامة، قائلا إنها “تقي حاملها والآخرين، وحين يضعها الطرفان تصل نسبة الحماية إلى 94 بالمائة”، مشيرا إلى أن “استعمالها بشكل جيد يتم عن طريق أخذها من أطرافها وتغطية الأنف والفك الأسفل لضمان حماية كافية”.

وأضاف البوزيدي أن “حمل الكمامة بشكل سليم يساعدنا على الحفاظ على أنفسنا وعائلاتنا، ويقينا خطورة المرض”، مشيرا إلى أن “الدراسات أكدت أن نفس نسبة الأوكسجين تدخل لجسم الإنسان، سواء ارتدينا الكمامة أم لا، وهو ما يفند الآراء التي تقول إن ارتداءها يؤدي للاختناق”.

ونفى الخبير أن يكون ارتداء الكمامة لوقت طويل يتسبب في ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون التي تدخل للجسم، قائلا: “ثنائي أوكسيد الكربون يتكون من ثلاث جزيئات: اثنتان من أوكسيد الكربون وجزيئة الأوكسجين، وبالتالي فهي متناهية في الصغر”، وأردف: “الفيروس يتكون من مليارات الجزيئات والذرات، وبالتالي لا سبيل للمقارنة، كما لو أننا نقارن حبة رمل وصخرة كبيرة”.

وذكّر البوزيدي بالنساء المغربيات اللواتي كن يرتدين اللثام، وسكان الصحراء والطوارق وأهل سوس الذين يضعون اللثام أيضا، ومهنيي الصحة اللذين يرتدون الكمامة لوقت طويل، مشددا على أن “الكمامة هي واق أساسي في غياب دواء فعال وفي انتظار اللقاح”.

ونبه البوزيدي لضرورة الاستفادة من تجارب دول الشرق التي استطاعت محاصرة المرض فقط عن طريق الإجراءات الاحترازية، قائلا إنه يجب “وضع الكمامة ليس خوفا من الغرامة المالية، بل خوفا على الصحة؛ فالأمر يتعلق بمرض يقتل ويترك مضاعفات، منها تشمع الرئة الذي يؤدي إلى قصور في التنفس”، مبرزا أن “الفيروس له نخوة كبيرة وإذا لم تخرج للبحث عنه فهو لا يبحث عنك”.

ونبه المختص ذاته إلى أن “العدوى تتضاعف عشر مرات في الأماكن المغلقة، وهو ما يؤدي إلى ظهور بؤر صناعية أو منزلية”، مفيدا بأن “العدوى ونسبتها تتحكم فيهما أربعة عوامل: هل المكان مغلق، مدة التعرض للفيروس، وهل الشخص حامل للكمامة أم لا، والتباعد”، مشددا على أنه “كلما اختل عنصر تزيد نسبة الإصابة”.

hespress.com