الإثنين 11 يناير 2021 – 08:00
خلصت دراسة جامعية إلى أن تجربة النخبة السياسية اليهودية بالمغرب تعتبر تجربة أصيلة ومتميزة، مؤكدة أنها ساهمت في إغناء الحياة السياسية للمغرب المعاصر وفي بناء مغرب جديد، وفي إعطاء نكهة خاصة للعمل السياسي والحكومي ضمن الخصوصية المغربية.
الدراسة، التي حملت عنوان “النخبة السياسية اليهودية بالمغرب.. مرحلة البناء والتشكل (1955-1960)”، وهي عبارة عن بحث جامعي أعد بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط، في تخصص العلوم السياسية، أشرف عليها الأستاذ أحمد بوحداد وأعدها الباحث عبد الله مكوار، رصدت نشأة وتطور النخبة السياسية اليهودية المغربية، ومساهمتها في العمل السياسي الوطني سواء قبل الاستقلال أو بعده، مسجلة الأدوار المهمة التي لعبتها في محطات حاسمة من الحياة السياسية المغربية وبخاصة حقبة الاستقلال.
وتعرض البحث بالتحليل لمسار اليهود المغاربة، مركزا على المحددات النظرية والجذور المؤسسة للوجود اليهودي في المغرب، ومراحل تطور النخبة السياسية اليهودية المغربية وصولا إلى بناء وتشكل النخبة، أي مسار التنخيب.
وفي هذا الصدد، أكدت الدراسة أن اليهود المغاربة نظرا للكفاءة والخبرة التي يتميزون بها في عدة مجالات، خولتهم تبوء مكانة رفيعة في بنية السلطة السياسية والاقتصادية، مشيرة إلى أنه كان لنشاطهم التجاري المتميز أن برزت من بينهم فئات وعناصر، شكلت في مرحلة لاحقة نواة نخبة استأثرت باهتمام الدوائر العليا في البلاد، نظرا لتجربتها وحنكتها في مجال المال والأعمال والعلاقات الدولية.
من جهة ثانية، ركزت الدراسة على وضع النخبة السياسية اليهودية بالمغرب بداية الاستقلال، إذ ستنتقل من دور الاستشارة إلى المساهمة في اتخاذ القرار، موضحة كيف عملت الدولة المغربية في بداية عهد الاستقلال على طمأنة الجماعات اليهودية المغربية، في إشارة إلى تشديد الملك محمد الخامس في أول خطاب للعرش على المساواة الكاملة لليهود والمسلمين في جميع الحقوق والواجبات.
وفي هذا الإطار ، أكد الباحث أن جميع الزعماء المغاربة سعوا إلى السير في نفس النهج، أي التعايش والتكامل من أجل مغرب متقدم انسجاما مع الصيرورة التاريخية التي حفظت للأقلية اليهودية حقوقها وحرياتها ومقدساتها، موضحا مشاركة النخبة السياسية اليهودية في النشاط السياسي بالمغرب، سواء تعلق الأمر بالأحزاب الوطنية، على مستوى تأسيس وتزعم أحزاب سياسية، أو بالمشاركة في حكومات بصفة وزراء.