خلُصت دراسة جامعية أعدها باحثان في جامعة محمد الخامس بالرباط إلى أن 47.30 في المائة من الطلاب المُستجوبين يفضلون التعليم الأساسي الحضوري، بينما أشار 40 في المائة من المشاركين في الدراسة إلى أهمية استغلال السياق الراهن لتدعيم التعليم عن بعد، مفسّرة ذلك بالحاجة المتزايدة لدى الطلاب إلى نموذج تعليمي يمزج بين التكوين الافتراضي والحضوري معاً.

الدراسة المعنونة بـ “التعليم عن بعد في المغرب: دراسة حول مدى رضا طلبة جامعة محمد الخامس بالرباط”، شددت على أن الدمج بين التدريس الحضوري والإلكتروني، إلى جانب اعتماد استراتيجية تعليمية تفاعلية يواكب عبرها الأستاذ طلبته، من شأنه أن يشجع الطلاب ويساعدهم على تحمل مسؤولية التعلّم، موردة أن التعليم المُدمج يفرض نفسه على الجامعة المغربية مستقبلاً.

ولفتت الدراسة، التي أعدّها كل من نعيمة بوفراس، أستاذة باحثة في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وعبد الكريم علمي، أستاذ باحث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، إلى أن أدوات التدريس المفضلة لدى الطلبة هي الأقسام الافتراضية بنسبة 52.80 في المائة، بينما 46.80 في المائة يميلون إلى الدروس بصيغة “powerpoint” و”word” و”pdf”، في حين 23.20 في المائة من الطلاب المشمولين بالاستطلاع أشاروا إلى استفادتهم من الدورات التفاعلية عبر تطبيقي “Zoom”، و”Google Meet”.

بناءً عليه، أوضح ملخص الدراسة أن ما تم القيام به راهناً يتمثل في تحويل مضامين التعليم التقليدي صوب التعليم الإلكتروني، مبرزة أن 74.70 في المائة من الطلاب شاركوا في الأعمال البحثية عبر مؤتمرات الفيديو، مؤكدة أن التعليم عن بعد يُدعم مسارات التدريس الشخصية بسهولة مقارنة مع التعليم الكلاسيكي، لا سيما ما يتعلق بالإشراف على الأعمال البحثية (المحاضرات، بحوث التخرج…).

انطلاقا من ذلك، يمكن لتقنية التعليم الإلكتروني أن تجعل الأستاذ يلعب دور المشرف على تيْسير عملية التعلم لصالح الطالب، من خلال منحه ثقة أكبر حتى يتعدى تخوفه من مواجهة العموم، تبعا للدراسة التي أشارت إلى أن هذه التقنية تسمح بإنشاء محيط تعليمي “متنقل”، تختفي فيه العوائق الزمكانية، نتيجة التدبير المرن لجداول التدريس.

الدراسة المسْحية شملت 653 طالباً في مؤسسات الاستقطاب المفتوح التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، قصد تقييم عملية التعليم الجامعي عن بعد. وبالنظر إلى تدابير العزلة الصحية المنزلية، لجأت الجهة المشرفة على البحث إلى تقنية الاستبيان الإلكتروني لمعرفة مدى رضا الطلبة.

وكشفت الدراسة عن الاستخدام الكبير لوسائل التعليم الافتراضي في مؤسسات الاستقطاب المفتوح بالجامعة بنسبة تقدر بـ 89.70 في المائة. ومع ذلك، فإن 18.90 في المائة من الطلبة يتابعون أربعة دروس في الأسبوع فقط (أقل من الوحدات الست المنصوص عليها في دفتر الضوابط البيداغوجية)، خالصةً إلى أن تقنية التعليم عن بعد ليست معممة، وجزء فقط من الأساتذة يستطيعون توظيف تكنولوجيات المعلوميات والاتصالات.

hespress.com