الاثنين 20 يوليوز 2020 – 10:00
موازاة مع دخول المغرب المرحلة الثالثة من تخفيف حالة الطوارئ الصحية بعد أربعة شهور من تطبيقها، أصدرت جامعة محمد الخامس الرباط دليلا معرفيا تحت عنوان: “المعرفة والابتكار والخبرة في مواجهة “كوفيد-19″.. نحو خروج سريع من الأزمة تحليل التداعيات واقتراح الحلول”.
الدليل، المكون من 370 صفحة، عبارة عن مؤلف جماعي ألّفه ما يناهز مائة أستاذ وباحث من تخصصات متعددة ينتمون إلى الجامعة، ويتضمّن مجموعة من الأفكار والتحليلات والحلول المقترحة، كخارطة طريق للخروج من أزمة جائحة كورونا التي يتخبط فيها العالم أجمع، وأرخت بتداعياتها السلبية على مختلف القطاعات.
وإذا كانت جائحة كورونا قد خلخلت كثيرا من اليقينيات في بضعة أشهر، ودفعت إلى إعادة النظر في مجموعة من الخيارات، وفي مقدمتها تراجُع دور الدولة في ضمان الحماية الاجتماعية في مقابل توغّل الرأسمالية والقطاع الخاص، فإنّ الدليل الذي أصدرته جامعة محمد الخامس استُعلّ بدعوة إلى إقامة عقد اجتماعي جديد بين المجتمع المدني والمؤسسات العامة.
وفيما يتلمّس الاقتصاد الوطني طريقه نحو العودة إلى الوضعية التي كان عليها قبل هبوب الجائحة، تؤكد الوثيقة المذكورة في الجزء المتعلق بسبُل الإنعاش الاقتصادي السريع أن النموذج التنموي الجديد الذي يضع للمغرب لبنات أسّه يجب أن يأخذ بعين الاعتبارات تداعيات الأزمة الحالية.
كما أكد الدليل المعرفية أن إعادة تنشيط الاقتصاد الوطني ينبغي أن تتم بازدواجية زمنية هيكلية، وبسياسات نقدية ومالية مناسبة، وبدعم الشركات المتضررة، وتطوير العمل الذاتي الحر، واليقظة الاقتصادية، والمسؤولية الاجتماعية الاقتصادية، ومراقبة تغير سلوك المستهلك المغربي.
علاقة بذلك، نبّه الباحثون، الذين تناولوا موضوع مواجهة الهشاشة الاجتماعية التي عمّقتها جائحة كورونا، إلى ضرورة تنفيذ إستراتيجيات خاصة بالمسؤولية الاجتماعية، وإقامة حماية اجتماعية شاملة، لا سيما لصالح الأحياء الشعبية، واستخدام آليات التواصل بفاعلية في أوقات الأزمات بهدف التخفيف من تأثير المعلومات الخاطئة المولّدة للخوف والذعر في صفوف المواطنين.
وفيما يتعلق بتطوير المنظومة التربوية، التي كانت مثار نقاش واسع منذ تعليق الدراسة منتصف شهر مارس، واللجوء إلى خيار التعليم عن بعد، لأول مرة، فقد دعا الباحثون الذين كتبوا في هذا الجزء من الدليل إلى الاستمرار في هذا المنحى؛ وذلك بترسيخ ثقافة التعلم الإلكتروني، ومواكبة تحديات الرقمنة، وتوفير إمكانيات الاتصال والتواصل للجميع.
وإذا كان التعليم الإلكتروني ضرورة في العصر الحالي، فإن تطويره يتطلب، يردف المصدر نفسه، فإن “الحل لا يمكن أن يكون تكنولوجيا فحسب؛ بل يتعداه إلى إبراز أساليب تربوية وأكاديمية أخرى، لا سيما تلك التي تحفز على استقلالية المتعلمين، وتُعنى بتلقين أسس البحث العلمي وتطوير المهارات”، داعيا إلى إشراك الفاعلين الاقتصاديين لبناء جامعة الغد.