مستثمرة حنين النزول إلى الشوارع، تباشر فعاليات متفرقة مشاوراتها من أجل إحياء ذكرى حركة 20 فبراير في مختلف المدن المغربية، وذلك في سياق محفوف بالتوتر مع السلطات التي تبرر منع الوقفات بظروف الطوارئ الصحية وتفشي جائحة كورونا.
ومن المرتقب أن تحيي مدينتا الرباط والدار البيضاء ذكرى الحراك المغربي عبر وقفات رمزية، كما تتداول حواضر أخرى إمكانية النزول إلى الشوارع والساحات لتخليد الذكرى رغم خفوت توهجها خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما قد يكون عليه الحال هذا العام أيضا بالنظر إلى الظروف المصاحبة.
ودأبت فعاليات يسارية وإسلامية وأمازيغية على إحياء ذكرى 20 فبراير على الرغم من جو عدم التفاهم الذي طبع مرحلة الاحتجاجات سنة 2011، كما ما تزال كثير من البياضات تطبع علاقة الأطراف ببعضها، خصوصا بانسحاب الإسلاميين من الحركة.
وإذا كانت حركة 20 فبراير غير قائمة تنظيميا، فإن نَفَسَها مازال حيّا عبر أشكال مختلفة، حيث برزت الاحتجاجات المنَاطقية الهادفة إلى تغيير السياسات العامة (حَراك الحسيمة، حَراك جرادة، حراك أسامْر…)، وغيرها من الأشكال الاحتجاجية التي قادها الشباب.
عبد الإله الخضري، فاعل حقوقي، يعتبر أن حركة 20 فبراير في حد ذاتها، بما في ذلك شخوصها ونجومها الذين برزوا على مستوى خطوطها الأمامية، “أصبحت في عداد التاريخ وضمن الذاكرة النضالية، بمحاسنها وإخفاقاتها، ولا تشكل مظاهر إحيائها سوى سراديب عزاء خلال ذكراها”.
لكن بواعث ومحفزات الدينامية التي صنعت الحركة ما زالت كامنة في المجتمع، إلا أنه من خلال نظرة استشرافية، يعتقد الخضري، أن “ما يمكن تسميته بالتعاقب بين الأجيال، يضع هذه الحقبة التي نحن بصددها ضمن الحلقة الضبابية التي تحجب الرؤية عما ينتظر المجتمع”.
وحسب المصرح لجريدة هسبريس، فالظواهر الجديدة المتراكمة والمتشابكة التي عمت الأرجاء، “جعلت النضال الحقوقي ومقاومة القهر والاستبداد والفساد بالأدوات والأيديولوجيات التقليدية موضع شك وريبة، وحتى خذلان”.
واستنتج الخضري تجديدا مضطردا في الأشكال النضالية، يختلط اليوم وبشكل مستفز بظواهر غير سوية كـ”البوز” والتفاهة والجهل المتنمر، لكن حتما تتهيأ الأجواء لنفس نضالي مستميت لن يتنازل عن الحتمية الديمقراطية.