أثار البلاغ الحكومي الصادر عن وزارة “التربية الوطنية”، ليلة السبت، بشأن طبيعة الدخول المدرسي المقبل، جدلا كبيراً في الأوساط الاجتماعية، بين مؤيد لاعتماد التعليم الافتراضي كصيغة تربوية في السنة القادمة، ومعارض لتحميل الأسر مسؤولية اختيار التعليم الحضوري لأبنائها.

عمر الشرقاوي، أستاذ جامعي، علق على البلاغ المذكور بالقول: “أظن أن بلاغ وزارة التربية كان واقعيا للغاية، وفتح إمكانيات متعددة لدخول الموسم الدراسي، طبعا سيحتاج تنزيلها إلى بلاغات وتوضيحات أخرى بحسب السياق ومنحنيات الوباء”.

وأضاف: “المؤكد أنه من الصعب جدا أن تتخذ الوزارة قرارا بتعليق السنة الدراسية، أو تأخير انطلاقها، أو المغامرة بانطلاقها دون احترازات؛ فكل السيناريوهات الممكنة غير صافية المكاسب، وتتوفر على إيجابيات ومخاطر محتملة؛ فنحن في ذروة الوباء، وهوامش المفاجئات التي يخلقها الوباء تتسع يوما بعد يوم، ولا يدري العالم كيف سيقضي عليه”.

أما بلال التليدي، باحث سياسي، فتفاعل مع الخطوة الحكومية، قائلا: “تأكد لي بالملموس أن الذين يسيرون القرار التربوي ينقصهم كثير من الذكاء، رسالة بلاغ الوزارة أنها تحمّل الآباء مسؤولية تعرض أبنائهم للإصابة، تريد أن تقول لهم من أراد التعليم الحضوري فعليه أن يعرض أبناءه للخطر، ومن أراد النجاة فعليه أن يختار التعليم عن بعد”.

وأورد أن “الدول الديمقراطية لا تضع السلامة الصحية للأبناء بيد آباء لا يملكون أي معطيات عن المؤشرات الوقائية، فالدول الديمقراطية هي التي تحمي المواطنين وتقدر مصلحتهم، لا أن تنصب من ينوب عنها في ذلك”، متسائلا: “كيف تمنح الوزارة لأولياء التلاميذ الحق في الاختيار ولا تمنحه للأساتذة مع أن وضعهم في القضية واحد وكلهم مهددون في سلامتهم الصحية؟”.

من جانبه، أفاد عبد الوهاب السحيمي، إطار تربوي، بأن “البلاغ يؤكد الارتجالية في التدبير والضعف في اتخاذ القرار”، وزاد: “لا أفهم أن تدعي الوزارة حرصها على صحة وسلامة المتعلمين والأطر الإدارية والتربوية، وفي المقابل تترك للآباء حرية الاختيار في صيغة تدريس أبنائهم عن بعد أو حضوريا”.

وأردف: “يستفاد من هذا البلاغ أن الوزارة تريد التنصل من المسؤولية، وتضعها على عاتق الآباء والأمهات لا أكثر. يعني، في حالة حدوث أي بؤرة في مؤسسة معينة، ستحمّل الوزارة الوصية المسؤولية للآباء بذريعة أنهم هم من فضّلوا التعليم الحضوري؛ وبالتالي عليهم تحمل مسؤوليتهم”.

في المقابل، نادى معلقون آخرون في مواقع التواصل الاجتماعي بتأجيل الدخول المدرسي، وهو ما أعربت عنه معلقة تحمل اسم زينب، بالقول: “التعليم عن بعد أو الحضوري كلاهما قراران سيئان، لأن التداعيات الصحية للوباء تستلزم حماية صحة المتمدرسين أولا، ما يتطلب تأجيل السنة الدراسية لمدة معينة إلى حين انخفاض أعداد المصابين”.

hespress.com