متضاربة عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي مع دنو موعده، يتداول المغاربة أخبارا عن رفع الحجر الصحي وأخرى عن تمديده، في غياب خبر رسمي بخصوص الأمر إلى حدود اللحظة، ما خلف ارتباكا لدى عديد من الأسر التي تغيب عنها “الثقافة الإعلامية”.

ويتداول كثير من المغاربة أخبارا عن تمديد الحجر الصحي لأسبوعين إضافيين، أو رفعه مع الإبقاء على حالة “الطوارئ الصحية” إسوة بالخيار الفرنسي، وهو ما تصدقه كثير من الأسر المغربية، بالنظر إلى ثقتها في كل يروج وغياب نفي حكومي.

واعتاد المغاربة على تناسل أخبار متفرقة بخصوص رفع الحجر الصحي في كل موعد؛ فقد أربكت العديد من الصفحات خبر التمديد الأول والثاني كذلك، كما خلقت زوبعة تعليقات ونقاش حاد للمرة الثالثة، خصوصا أمام تراجع أرقام تفشي الوباء.

ويمني طيف كبير من المغاربة النفس بالعودة إلى الحياة الطبيعية، بعد نجاعة دواء “الكلوروكين” وانحصار الإصابات في بؤر واضحة بمدن معينة، فيما خلت جهات عديدة من الفيروس بشكل نهائي، ما يطرح إمكانية استفادتها من تخفيف القيود.

سعيد خمري، أستاذ التواصل بكلية الحقوق الحسن الثاني بالمحمدية، أورد أن وسائل الإعلام تنقسم إلى صنفين: مهنية تحترم القوانين وتتحقق من الأخبار، وأخرى جاءت نتيجة الانفتاح الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار خمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن المتلقي بدوره ينقسم إلى صنفين: الأول له تكوين ومعارف تجعله يغربل الأخبار، ويلعب اسم المنبر دورا كبير في تصديق المضمون بالنسبة إليه، لكن فئة هذا الصنف تظل قليلة جدا.

الصنف الثاني، وينتمي إلى الفئة الثانية وهي الطاغية، يسترسل المتحدث، يصدق كل ما يرده، ولا يفرق بين الحقيقة والزيف.

وسجل أستاذ التواصل أن هذه الظاهرة ليست مغربية خالصة؛ فالدول المتقدمة على مستوى حرية التعبير تعرف بدورها أشباه الصحافيين ومتلقين يصدقون ما يروج بسهولة.

وشدد خمري على مهمة المجلس الوطني للصحافة في ضمان حضور البعد الأخلاقي في كل الأخبار المتداولة، قائلا إن “دوره الأساسي هو الحد من السلوك الإعلامي الخاطئ”، وطالب الهيئات الحكومية المتضررة من هذه الأخبار بتحريك المسطرة القضائية.

hespress.com