بعد توقيفه عن ممارسة مهنة المحاماة لمدة سنة، بموجب قرار صادر عن محكمة الاستئناف بالرباط السنة الماضية، وفُتحت مسطرة تنفيذه الأسبوع الفارط؛ قال المحامي محمد زيان إن قرار منعه، الذي اعتبر أنه “فضح المسؤولين”، لم يفاجئه.

وأردف زيان، في لقاء مع هسبريس، أن ما فاجأه هو عدم تنفيذ قرار أممي، “يطلب من المغرب أن يحمي حقوق الدفاع وعائلة النقيب زيان وحماية مهنته، وحقه في حماية مرافعته وحججه ومساطره وإجراءاته”.

زيان اعتبر أن توقيفه عن ممارسة مهنة المحاماة لمدة سنة فيه “تصفية حساب” ضده، قائلا: “إذا كانت الحكومة تريد أن تتعنت، وتظن أن الناس جميعا مختبئون في بيوتهم خوفا من كورونا، وتريد أن تستغل هذه الجائحة والوضعية الحالية، عالميا ووطنيا، لتصفية الحسابات ديالها مع زيان، هاداك شغلها”.

[embedded content]

“القرار الصادر سنة 2019 فيه أمور مرتبطة بجلسات المحاكمة، وهذا يندرج ضمن حرية وحقوق الدفاع، واش وكيل الملك بغاني نطلب الإذن ديالو يوريني كيفاش خاصني نجاوبو باش ما يشكيشي بيا”، يتابع زيان قبل أن يضيف: “هادا الحماق هادا”.

النقيب السابق للمحامين ذهب إلى القول إن قرار توقيفه عن ممارسة مهنة المحاماة، يضرب الجهود التي يبذلها المغرب لتحسين وضعيته في مجال حقوق الإنسان، قائلا: “ظللنا نحاول أن نبين للمنتظم الدولي أن هناك تغييرا في بلدنا، وأن المغرب تقدم وتطور، وجا هاد القرار طيح كلشي للأرض”.

زيان قال إن مكتب محاماته سيظل مفتوحا، أما هو فسيستغل قرار توقيفه عن مزاولة مهنته في التحضير لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، بصفته رئيسا للحزب الليبرالي المغربي، وزاد موضحا: “سأنكب على تحضير برنامج الحزب وتصوراته ومشاريعه، وسأدرس الإحصائيات والتحاليل الاقتصادية والاجتماعية، لأضع تصورا مجتمعيا شموليا”.

وأبدى المحامي المثير للجدل عدم تأثره بقرار منعه من مزاولة مهنة المحاماة مدة سنة كاملة بقوله: “لا يهمني هذا القرار، ولا يهمني من أصدره، ولا من أمر بإصداره، لا يهمني نهائيا، ما يهمني هو الشعب المغربي بعد الله”.

وكشف محمد زيان، حين حديثه عن أسباب الحكم على الأشخاص الذين يدافع عنهم في القضايا العامة بأحكام ثقيلة، أنه ينصح موكليه أن يستغلوا أي فرصة تتاح لهم، إذا تبين لهم أن هناك إمكانية لتخفيف عقوبتهم، بالتفاوض مع الجهات التي تواجههم في المحكمة، ولو اقتضى الأمر أن يتخلى عنه موكله.

وذهب إلى القول إن ناصر الزفزافي، أحد أبرز قادة الحراك الشعبي بالريف، سلك هذا الطريق، وأعلن من داخل السجن عبر رسالة موجهة إلى الرأي العام تخليه عن المحامي زيان، بإيعاز من السلطة، أملا في تخفيف عقوبته، مشيرا إلى أن لديه حججا تؤكد ذلك، وأن عبد القادر بلعيرج، أيضا، فعل الشيء نفسه، “ولكن واش حكمو ليهم بالبراءة ولا طلقوهم”، يتساءل المتحدث.

[embedded content]

hespress.com