دون أثر ملموس لخطاب التوعية الذي صاحب ارتفاع عداد حصيلة المصابين بفيروس “كورونا”، يواصل المغاربة حياتهم العادية بالعديد من المدن، دون تخوفات كبيرة من التنبيهات المتكررة التي تصدر عن السلطات الصحية، خصوصا في فترة العيد.

وباستثناء ارتداء الكمامة التي فرضت غرامة بشأنها، لم يعد كثيرون يهتمون بمسائل التباعد الاجتماعي وتعقيم الأيدي بشكل دوري؛ وهو ما ربطه متحدثون لهسبريس بالملل من الإجراءات وعدم تمكن المنظومة من محاصرة الفيروس لمدة 6 أشهر.

وعلى مستوى السفر كذلك، يتنقل مغاربة بشكل كبير نحو مدن مختلفة في شمال وجنوب المملكة؛ فعلى الرغم من تشديد إجراءات دخول العديد من الحواضر، فإن التنقلات لا تزال تسجل مستوى مرتفعا، خصوصا صوب الوجهات السياحية المعروفة.

وفي الشّوارع والفضاءات التّجارية يشتدّ الزّحام بين المواطنين المغاربة الذين صارَ بإمكانهم اليوم التّجول بحرية، دون الأخذ بعين الاعتبار تدابير الوقاية، التي ما فتئت وزارة الصّحة توصي بها عبر حملاتها الإعلامية والتّواصلية.

محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فسر هذه الوضعية الراهنة بعلاقة المغاربة بالشأن العام؛ فمن المعروف أن أي قرار أو تدبير جماعي يميل المواطن إلى خرقه، متسائلا حول أسباب تولد هذا المعطى.

وأضاف بنزاكور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المسألة قد تتعلق بالحقد على القواعد أو الدولة، ثم محتمل أن يكون أمية مكعبة كما وصفها الراحل المهدي المنجرة، مؤكدا وجود تراخ كبير عندما يتعلق الأمر بالامتثال للمصلحة العامة.

وأوضح المتحدث أن المعطى الإضافي الآخر الذي يصاحب هذا الأمر هو نظرية المؤامرة؛ فالكثيرون لا يصدقون وجود الفيروس، على الرغم من الإحصاءات والجائحة العالمية، مؤكدا أن الشك وغياب الثقة الكاملة في الخطاب هو الذي يولد الاستهتار.

وأكمل أستاذ علم النفسي الاجتماعي قائلا: “على مستوى الإجراءات الوقائية يصاحبها الخوف من السلطات، فالأغلبية ترتدي الكمامة بسبب الغرامة والشرطة؛ لكن في قرارة النفس فلا وجود لاقتناع كبير بالعملية الوقائية”.

hespress.com