انتشرت، في الآونة الأخيرة، مجموعة من “الأفلام القصيرة” يعرضها شباب مغاربة تُطبّع مع “العنف”؛ بينما تحظى هذه المقاطع المصورة بمتابعة كبيرة من قبل الزوار، سواء عبر منصة “يوتيوب” أو من خلال بعض الصّفحات “الفيسبوكية”.

مظاهر عنف مبالغ فيه تميّز معظم هذه الأفلام التي يشارك فيها مراهقون وشبّان، بحيث يتم إشهار أسلحة بيضاء “سواطير” وقنينات الخمر في الشّارع العام واستخدام كلاب مدربة وتخويف المارة تحت ذريعة تصوير “أفلام قصيرة” تعرض في ما بعد على مواقع التواصل الاجتماعي.

وإذا كان التصوير داخل الفضاء العام يحتاج إلى رخصة من قبل المركز السينمائي المغربي أو السلطات المحلية، فإن هؤلاء الشباب يتقاسمون الأدوار في ما بينهم؛ فهناك من يتكلف بالإخراج والتمثيل، وهناك آخرون يقومون بتصوير مشاهد خطيرة بدون أي خبرة مسبقة في المجال، ما يطرح تساؤلات حول “التطبيع” الذي أصبح مع “العنف الجماعي”.

وتتوقف خلود السباعي، المحللة النفسانية المتخصصة في علم النفس الاجتماعي، عند حالة “التسيب” التي أصبحت عليها مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن “الأمر يضرب القيم والأخلاق والهوية المغربية ويطبّع مع العنف الجماعي”، وفق تعبيرها.

وأوضحت الجامعية ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أننا “بصدد ظاهرة خطيرة تحولت إلى نوع من العنف الجماعي ويعكس وجود أشخاص عدوانيين ومرضى نفسانيين، تأثروا بالإعلام والأفلام وتطبعوا مع العنف”.

واعتبرت الخبيرة في علم النفس الاجتماعي أن “هؤلاء الشباب الذين يقومون بتصوير أفلام قصيرة يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تقرّب المسافة وتمسح الحدود المادية، وهي قبلة لعدد من الشباب الباحث عن الذات والمقبل على المغامرة”، مشيرة إلى أن “غياب الرقابة الأسرية يدفع بعض الشباب والمراهقين إلى استخدام العنف”.

وشددت الخبيرة ذاتها على أن “هؤلاء الشباب المصورين حملوا عوالم “التشرميل” من العالم المادي والشارع، إلى العالم الرقمي الخالي من أي رقابة”.

واسترسلت” “إننا أمام كارثة مجتمعية ولا بدّ من التحرك لاحتواء هذه الظاهرة التي باتت تجذب الشباب المغاربة”.

وتابعت السباعي قولها: “هنا يكمن دور الإعلام والأسرة والمدرسة، بحيث إن هذه الوسائط المجتمعية تلعب أدوارا مهمة في الحفاظ على اللحمة الجماعية وتفادي التفكك”.

hespress.com