وقّعت جماعة مراكش، نهاية شهر دجنبر الماضي، اتفاقا مع شركة “مكومار” المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمقاطعة المنارة. وقبل أن يجف قلم توقيع هذا العقد، تعالت أصوات سكان الإقامة السكنية المنار 10، للتنديد بتحويل مركن تابع للمقاطعة ذاتها إلى فضاء لاستقبال شاحنات للنظافة بمختلف الأحجام والأشكال.

كما باتت نقط سوداء للأزبال تؤرق ساكنة أحياء بالمحاميد وتاركة وغيرها، إذ لم تعد تقتصر فقط على النفايات التي تنتشر في عدد من الشوارع، وإنما ظهرت مجموعة من أشباه مطارح عشوائية؛ وهو الوضع الذي يكاد يهدد بحدوث “كارثة بيئية”، وفق المتضررين.

عبد العاطي المزكوطي، أحد سكان الإقامة السكنية المنار 10، أوضح أن القاطنين بهذا التجمع السكني يعانون بشكل كبير من ركن هذه الشاحنات، التي تستعمل في نقل النفايات الصلبة من أحياء مقاطعة المنارة إلى المطرح البلدي.

وقال المتحدث نفسه: “منذ 10 أيام، تم ركن عدد كبير من الحافلات أمام الإقامة، لا تهدأ محركاتها ومنبهاتها، ولا تنقطع روائحها الكريهة؛ وهو ما خلق إزعاجا، وأبعد السكينة عن شققنا”، مضيفا: “اتصلنا برئيس المقاطعة، لكن تفاعله كان سلبيا”، وفق تعبيره.

وواصل المزكوطي، في تصريح لهسبريس، متسائلا: “من أعطى الإذن لهذه الشركة، من أجل أن تتخذ مركنا لشاحناتها غير بعيد عن مكان آهل بالسكان، عوض أن يتم ركنها خارج المدينة؟”، مهددا بالاعتصام أمام المقاطعة إذا لم يحل هذا المشكل.

ويشكو سكان إقامات سكنية عديدة ببساتين تاركة وأحياء بحي المحاميد 9 بمقاطعة المنارة من تراكم النفايات الصلبة ونقص حاد في حاويات جمع الأزبال، والتي أضحت غير قادرة على استيعاب النفايات التي يتخلص منها المواطنون القاطنون بالتجزئات السكنية المذكورة والتي تضم أزيد من 3500 شقة.

من جانبه، نشر الناشط الحقوقي طارق سعود على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي صورة لتراكم الأزبال أمام السوق البلدي برج الزيتون بالمحاميد مراكش، قائلا: “لا شيء تغير وباقي الوضع على ما هو عليه، رغم دخول شركة جديدة للتدبير المفوض لقطاع النظافة”.

ودخل فرع مراكش المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على خط هذا المشكل، معتبرا لجوء الشركة إلى تكديس شاحناتها بالقرب من الأحياء السكنية يعد خرقا لدفتر التحملات، حسب بلاغ توصلت به هسبريس.

وأشارت هذه الوثيقة إلى أن الشركة الحائزة على الصفقة دخلت السوق بشاحنات مستعملة، ودعت المجلس الجماعي إلى احترام حق المواطنات والمواطنين في سكن لائق والحماية من التلوث البيئي والسمعي ورفع الضرر عنهم بسرعة.

محمد توفلة، رئيس مقاطعة المنارة، أوضح لهسبريس أن شركة “مكومار”، المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمقاطعة المنارة لمدة 7 سنوات، ستوفر إمكانيات لوجستيكية وبشرية مهمة.

وأوضح المسؤول الجماعي ذاته أن ركن الشاحنات التابعة للشركة في الفضاء المذكور سيكون مؤقتا، لإكراهات عديدة؛ منها أن جمع النفايات الصلبة يجب أن ينطلق مع بداية شهر يناير”.

وأوضح مسؤول بالشركة سالفة الذكر أن إدارته منكبة على إنشاء مركن جديد للشاحنات والآليات، يستحضر المعايير المعمول بها، بغلاف مالي قدره مليونيْ درهم، مؤكدا “أن مشكل الرائحة الكريهة تم تداركه، بتنظيف المركبات خارج الفضاء المجاور للإقامة السكنية”.

أما النقط السوداء التي تشهد تراكما للنفايات والأزبال، فخصص لها برنامج سيمتد شهرا كاملا، لمعالجة هذا الإرث، يورد المصدر نفسه، الذي أكد أن الحاويات ستوزع بالأماكن المخصصة لها، و”أن جمع النفايات الصلبة يتم بمعدل حوالي 400 طن يوميا”، وفق تعبيره.

وبخصوص المركبات المستعملة، فدفتر التحملات يحث على اعتمادها خلال الـ6 أشهر الأولى، في انتظار وصول الآليات الجديدة من طرف المزودين (Fournisseurs)، يختم كل من محمد توفلة والمسؤول الإداري بشركة “مكومار” المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمقاطعة المنارة تصريحهما لهسبريس.

يُذكر أن الاتفاق بين جماعة مراكش وشركة “ماكومار” ينص على مضاعفة الاستثمار ليبلغ قرابة 163 مليون درهم، والالتزام بضمانة تبلغ 17,5 ملايين درهم عند بداية العقد، والرفع من عدد العمال والحاويات والآليات لتبلغ أزيد من 600 عامل نظافة، و4572 حاوية لجمع النفايات.

hespress.com