بعد النّقاش الرّقمي الواسع الذي أثارته صورٌ نُشرت لتسمية بعض أحياء مدينة تمارة بأسماء شخصيات دينية من بينها معروفون بخطابهم السلفي الوهابي، يدعو “شباب تامسنا” البرلمان المغربيّ إلى “إصدار قانون يحدد معايير اختيار الأسماء بشكل موضوعي، يجعل المعيار الوطني في الصدارة”.

وأضافت هيئة “شباب تامسنا المغربي” أنّ مقصد هذا الطَّلَب هو أنّ يتسنّى “وضع أسماء الشخصيات الوطنية المغربية التي قدمت الكثير لبلدنا في مختلف المجالات، وكذا أسماء الوقائع والأماكن التي لها رمزية قوية لدى المغاربة وطنيا أو دوليا”.

وسجّلَت الهيئة الحاجة إلى أن تُقرَّرَ أسماء الأماكن من طرف وزارة الداخلية بشراكة مع المجتمع المدني، “بسبب مغالاة الأحزاب السياسية في الاحتفاء برموزها الخاصة، على حساب الرموز الوطنية”.

وتشدّد الهيئة الشبابية على ضرورة أن تُطلَقَ على الفضاءات العمومية أسماء شخصيات أو وقائع وأحداث تلقى احتراما كبيرا لدى عامة الناس، “ما يحتم تفادي الأسماء الإيديولوجية الباعثة على الصراع وتهديد السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار”.

كما يدعو “شباب تامسنا” إلى “استعادة أسماء الأماكن الأمازيغية” التي اتَّهَمت “مخطط التعريب الإيديولوجي الذي انتهجته الدولة المغربية”، بـ”طمسها منذ الاستقلال إلى الآن”، ما نتج عنه “خرق المرجعية الحقوقية الدولية التي تمنع على الدول تغيير أسماء الأماكن من لغة إلى لغة أخرى، إذ تحمل الأسماء الأصلية عناصر كثيرة من تاريخ وحضارة البلد”، وفق قراءتهم.

وتنادي هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي” بـ”تدارك الخطأ الذي ارتكبته العديد من المجالس البلدية، وخاصة منها التابعة لحزب العدالة والتنمية في العديد من المدن، وتغيير الأسماء التي تتعارض مع الدستور المغربي ومع نمط تدين المغاربة، ووضع أسماء وطنية بدلا منها”.

ويقول عادل أداسكو، منسق هيئة شباب تامسنا الأمازيغي، إنّها “مع الانفتاح والتفاعل الحضاريّين”، ثم استدرك موضّحا: “لكن باعتماد أسماء لها وزن علمي أو تاريخي أو إنساني، وليس أسماء فقهاء وهابيين، وأشخاص لا نعلم عنهم شيئا؛ لأن ذلك مسخ كبير يطال أسماء المدن والقرى المغربية بشكل مهول وجنوني”.

ويزيد أداسكو في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “لا حرج أن نجد شارع “باتريس لومومبا” أو “هوتشي منه” أو “ياسر عرفات” وما إلى ذلك في مدينة من مدن المغرب أو غيره، غير أنه لا يعقل أن تتم “شرقنة” أو “دعشنة” أو “فلسطنة” أو “فرنسة” أو “سنغفرة” أحياء بأكملها في مدينة من المدن، أيا كانت الذرائع”.

وعبّر الفاعل المدني عن استعداد هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي” للتصدي لـ”مثل هذه القرارات الرامية إلى جعل المغرب دولة تابعة لنفوذ المشرق تاريخيا وثقافيّا”، في حين أن بلدنا “غني بأعلامه وشخصياته التي طبعت التاريخ الوطني، في كل المجالات الأدبية والعلمية والفقهيّة والرياضيّة والتاريخيّة والفنية كذلك”.

تجدر الإشارة إلى أنّ جدلا رافق نشر صور تسميات أحياء بمدينة تمارة، قرب العاصمة الرباط، في الأسبوع الأخير، وهي أسماء “تعود إلى مقرر أبريل 2006″، وصودق عليها في مجلس كان يتشكل من أحزاب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاستقلال، والعدالة والتنمية، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار”.

hespress.com