بتواضع شديد تتحدث صباح البكوري عن مسارها المهني، مقدمة نفسها كطبيبة أسرة بالمركز الصحي الحضري بمدينة وزان، وهو الحلم الوظيفي الذي حققته بعد سنوات من التحصيل، وشاءت الأقدار أن ينتهي بها المقام بأرض دار الضمانة.

قدمت صباح البكوري إلى دنيا الحياة بمدينة تازة، وبها درست المرحلة الابتدائية والثانوية، لتعرج بعد ذلك على كلية الطب والصيدلة، لتتخرج منها دكتورة للدولة في الطب العام.

استهلت الدكتورة صباح، كما يحلو لساكنة مدينة وزان مناداتها، مسارها المهني من المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، ومنه انتقلت إلى المستشفى المحلي أبو القاسم الزهراوي بدار الضمانة؛ وبالحاضرة ذاتها تواصل البصم على سيرة طيبة منذ قرابة عشرين سنة خلت، حيث تشغل حاليا منصب طبيبة رئيسة للدائرة الصحية الحضرية.

تضع “طبيبة الشعب” خدمة المريض أمانة على عاتقها، وتلتزم المؤدية لقسم أبو قراط بالتكوين المستمر الذاتي الذي كان ومازال شعارها على مر السنين، مزينة مسارها المهني بالعشرات من الشهادات الجامعية الوطنية والأوروبية، في كثير من المجالات التي جعلت من عملها فسيفساء عشقتها بنور العلم وحب الساكنة.

وإلى جانب العمل الوظيفي، تواظب الطبيبة ذاتها على تأطير الندوات التوعوية حول مشاكل الصحة العمومية بفضاءات متنوعة مؤسساتية وعامة، متنقلة بين المساجد ودور الشباب والأندية النسوية، بهدف تنوير الرأي العام وتغيير السلوك من أجل صحة أفضل.

يجري الطب في شرايين الدكتورة صباح مجرى الدم، يحمل مع تدفقاته حكايات نسائية بآمالها وآلامها، بطلاتها نساء في مقتبل العمر على أبواب الأمومة، مستغلة هذا “الروتين اليومي” في رسم كليشيهات عن نوعية الوافدات على المركز الصحي حيث تشتغل، لتدوين خواطر بلغة عربية وسرد أدبي راق تنشرها بصفة دورية على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي.

ولا تحب “طبيبة الفقراء” الأضواء، وتميل إلى السكون والجلوس وراء الكواليس، وتحرص في صمت على رسم صورة مشرقة لها ولبنات جنسها؛ ولم تبعدها عيشتها الجديدة عن حياة البسطاء، فهي منهم وهم منها.

‏وتفتخر الطبيبة، وهي أم لثلاثة أبناء، بما حققته المرأة المغربية على مدى عقود من مكاسب في مختلف المجالات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي، وتسجل بكل ثقة واطمئنان ‏انخراط المرأة المغربية في مسيرة التنمية والحداثة والبناء الديمقراطي الذي تشهده المملكة المغربية.

hespress.com