يثير الوضع الصحي لقائد الاحتجاجات الميدانية في الحسيمة، ناصر الزفزافي، المدان بعشرين سنة سجنا نافذا، توجس عائلته والحركة الحقوقية المغربية، بينما كان المعتقل على خلفية “حراك الريف” يخوض “معركة” الإضراب عن الطعام بمعية باقي المعتقلين، قبل أن يسقط مغمى عليه وينقل على وجه السّرعة إلى المستشفى، حيث قدمت له الإسعافات الأولية.
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن السجينين ناصر الزفزافي ومحمد جلول، “المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة، تقدما الجمعة الماضي على الساعة الرابعة بعد الزوال إلى إدارة السجن المحلي طنجة 2 بإشعار بالدخول في إضراب عن الطعام بدون ذكر الأسباب التي دفعتهما إلى ذلك”.
وأضاف المصدر ذاته أن “السجينين أعلنا حين تسليم إشعار الإضراب عن الطعام أنهما لن يتراجعا عن هذا القرار، وأنهما يرفضان الحوار مع أي جهة، سواء تعلق الأمر بإدارة المؤسسة أو الإدارة الجهوية أو الإدارة المركزية أو أي سلطة أخرى أسمى حسب تعبيرهما”.
ودخل بعض معتقلي “حراك الريف”، من بينهم ناصر الزفزافي، في إضراب مفتوح عن الطعام، حسب ما كشفه أقارب لهم، عبر “تدوينات” على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك بسبب “عدم وفاء المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بوعودها لهم، وعلى رأسها إعادة جمعهم في السجن المحلي طنجة 2”.
ودخل كل من محمد حاكي في سجن العرائش والمعتقل سمير أعيذ وزكريا اضهشور في سجن بركان، ونبيل أحمجيق في سجن وجدة، في إضراب عن الطعام، وذلك بعد دخول الزفزافي وجلول في الإضراب عن الطعام بسجن طنجة.
في جانب آخر، قال أحمد الزفزافي، والد قائد “حراك الريف”، إنّ “محاميتين من هيئة الدار البيضاء كانتا السبب في إنقاذ حياة ناصر الزفزافي، إذ قامتا بزيارته في معتقله أمس الأربعاء وهو مضرب عن الطعام”، موردا: “تمت المناداة عليه من جحره من طرف أحد السجانين في المعتقل الرهيب، فوجد الأخير ناصر الزفزافي مغمى وساقطا على وجهه منذ ساعة وعشرين دقيقة وهو ينزف دون أن ينتبه إليه أحد داخل مرحاض المعتقل”.
وأوضح الزفزافي وهو يسرد بعض تفاصيل الوضع الصحي لابنه المعتقل: “إنه يعاني من هبوط شديد في قياس السكر إلى درجة 0.5، مع اصفرار شديد على مستوى الوجه، وبياض ظاهر على شفتيه، مع نقص شديد في الوزن”.
وفي السياق ذاته، نقلت والدة المعتقل ناصر الزفزافي أنّ ابنها “وُجد داخل مرحاض السجن وهو ينزف دما”، مبرزة أن “الدولة وحدها تملك حلا لهذا المشكل”.
وزادت: “ابني يعاني في صمت، وأنا أريده حرا خارج السجن، ولا أريد أن أموت وحريته مقيدة”، مردفة: “ابني ينزف دما ولن أصمت عن هذا الوضع وسأدافع عن ناصر حتى يخرج من السجن..أبناؤنا ليسوا انفصاليين، ونحن نحب وطننا ولن نذهب إلى مكان آخر”.