وصفت جريدة “لوموند” الفرنسية حملة التلقيح المغربية بـ”المبهرة”، مشيرة إلى أن أكثر من 4 ملايين مغربي تلقوا جرعة واحدة على الأقل، وهو ما يعادل 11 في المائة من السكان، مقارنة بتلقيح 6.4 في المائة من الساكنة في فرنسا.

وذكر مقال “لوموند” أن حملة التلقيحات بالمغرب، منذ انطلاقها نهاية شهر يناير، “تقدمت بوتيرة مبهرة”، بعدما استقبل المغرب لقاحي “سينوفارم” الصيني و”أسترازينيكا” البريطاني.

وأضاف أن “أكثر من 4 ملايين مغربي، من أصل 36 مليون نسمة، تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، أو ما يعادل 11 في المائة من السكان، مقارنة بـ 6.4 في المائة بفرنسا. وتلقى 854 ألفا الحقنة الثانية”.

واستحضرت الجريدة الفرنسية تهنئة منظمة الصحة العالمية للمملكة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، يوم 3 مارس، حينما قالت إن “المغرب من بين الدول العشر الأولى التي أكملت بنجاح تحدي التطعيم ضد كوفيد-19″، وهو ما يعني أنه “الدولة الأكثر تحصينا حتى الآن في إفريقيا”.

وذَكّرت “لوموند” بأن اللقاحات خصصت في البداية للعاملين الصحيين، الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما، والسلطات والمعلمين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما، والأشخاص الذين تفوق أعمارهم 75 عاما، بشكل مجاني وغير إلزامي، قبل أن تشمل عملية التلقيح الفئات التي تزيد عن 60 عاما في نهاية شهر فبراير.

كما ذكرت الجريدة ذاتها أنه لا يزال يتعين على المغرب أن يواجه خطر النقص، رغم أنه بدأ، في وقت مبكر جدا، التفاوضَ حول عقوده مع العديد من المختبرات، خاصة في الصين، حيث وقعت المملكة، في غشت 2020، شراكة مع بكين للمشاركة في المرحلة الثالثة من اختبار لقاح “سينوفارم” لتكون واحدة من الدول الأولى التي يتم فيها تقديم الخدمة.

وأضافت “كما هو الحال في البلدان الأخرى، تم تأخير الحملة، التي تم الإعلان عنها رسميا في أوائل نونبر، بسبب مواعيد تسليم اللقاح. وابتداء من 11 مارس تلقى المغرب أخيرا 8 ملايين ونصف مليون جرعة، قَدِمت منها فقط مليون ونصف مليون من الصين، بدلا من 10 ملايين التي كانت مسطَّرَة في البداية”.
وأوضحت أنه في سبيل التعافي لجأت الرباط إلى موردين آخرين، حيث منح مؤخرا تصريح الطوارئ للقاحات “Sputnik V” لمعهد الأبحاث الروسي “Nikolai-Gamaleia”، و”AstraZeneca”، التي تنتجها شركة “SK Bioscience”الكورية الجنوبية.

واستشهدت “لوموند” بتصريح لمحمد بن عزوز، المسؤول عن البرنامج الوطني للتمنيع بوزارة الصحة، ذكر فيه: “كل ما يمكنني قوله هو أننا في بحث دائم (…) من الواضح أن هدفنا هو تنويع مصادر التطعيم من أجل ضمان كمية كافية للسكان ومناعة جماعية فعالة”.

وتأمل السلطات المغربية، تضيف الجريدة الفرنسية، “تطعيم 25 مليون شخص، مع احتمال العودة التدريجية للحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن”، لأنه “حتى لو بدا أن الوباء يتراجع في المغرب، حيث تكتشف 400 حالة جديدة في المتوسط يوميا لإجمالي تراكمي يبلغ 487 ألف حالة، بما في ذلك 8705 حالات وفاة، فإن البلاد تتحمل وطأة تداعيات الأزمة الصحية، التي كان لها أثر كارثي على اقتصاد المغرب، حيث ارتفع عدد العاطلين عن العمل بنسبة 29 في المائة بين عامي 2019 و2020.”

hespress.com