قال روبرتو كارداريلي، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي المكلف بالمغرب، إن المملكة تعتبر أفضل بلد في المنطقة من حيث التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، ومن المتوقع أن تُحقق المناعة الجماعية لأغلب السكان في الربع الأخير من السنة الجارية.
وأشار المسؤول في صندوق النقد الدولي، خلال ندوة رقمية نظمها كل من الصندوق ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالمغرب الاثنين، إلى أن “الأداء الذي سجله المغرب في شهري فبراير ومارس كان مذهلا من حيث اقتناء جرعات اللقاح وتوزيعها”.
وذكر كارداريلي، ضمن الندوة الرقمية التي ناقشت الآفاق الاقتصادية دوليا ومغربيا، أن بداية الانتعاش الاقتصادي في المغرب تجلت في تسجيل ارتفاع في المبادلات التجارية على مستوى الصادرات والواردات معا في سنة 2021.
وأكد المتحدث أن القطاع الصناعي لعب دورا مهما في الانتعاش الاقتصادي، حيث أورد أنه جرى في الربع المنصرم من السنة الجارية إحداث 80 ألف منصب شغل، وزاد قائلا: “هذه بداية التعافي الاقتصادي، وهي إشارة جيدة تبعث على الأمل”.
ولاحظ المسؤول في صندوق النقد الدولي أن عملية التلقيح تعرف، حاليا، تباطؤا مرده إلى التباطؤ في الإمدادات على المستوى الدولي؛ لكنه أكد أن “مناعة المغاربة تم أخذها بعين الاعتبار، وسيكون الربع الأخير من السنة الجارية مناسبة للوصول إلى المناعة الجماعية لأغلبية سكان المغرب”.
وشدد كارداريلي على أن “التلقيح أمر مهم للغاية بالنسبة إلى السياحة المغربية أكثر من أي بلد آخر، نظرا لأهمية السياحة في المملكة”. وأقر بأن “التعافي الاقتصادي سيستغرق وقتا طويلا، بسبب عوامل عديدة؛ من بينها تضرر قطاع السياحة من الأزمة الصحية الحالية”.
ومن أجل تسريع وتيرة الانتعاش الاقتصادي، دعا المتحدث إلى “الشروع في الإصلاحات الهيكلية الضرورية؛ من بينها تعميم الحماية الاجتماعية وتدارك التأخر المسجل في الولوج إلى الخدمات الصحية من حيث عدد المستشفيات والموارد البشرية، ناهيك عن معالجة مشاكل جودة التعليم وسوق الشغل”.