حنق جماعي يهيمن على سكان الجنوب الشرقي إزاء الأوضاع الصحية الضعيفة في أقاليم الجهة التي تفتقر إلى مجموعة من التجهيزات الطبية الأساسية، موازاةً مع قلة التخصصات الطبية، ما يدفع الأسر إلى تحمل تكاليف التنقل عبر مسالك طرقية وعرة صوب الحواضر الكبرى طلبا للعلاج.
وأبدت كثيرٌ من الفعاليات المدنية والحقوقية استيائها من عدم إيلاء العناية الحكومية اللازمة لمناطق درعة تافيلالت، التي ينتشر فيها الفقر بنسب مرتفعة بالمقارنة مع بقية مناطق المملكة، وهي المعاناة التي تتضاعف أكثر في ظل غياب المرافق الصحية العمومية التي من شأنها تفادي “التنقلات الجماعية” إلى مراكش أو فاس أو الرباط أو الدار البيضاء.
وانتقدت الفعاليات ذاتها الوعود التي قدمها رئيس الحكومة للساكنة خلال زيارة الوفد الحكومي إلى الجهة سنة 2017، حيث قال سعد الدين العثماني إنه يعتزم الاستماع إلى المطالب الملحة للمواطنين قصد العمل على تقليص الفوارق المجالية بين مناطق المغرب، غير أن قرب نهاية “الزمن الحكومي” جعل نشطاء الجهة متيقنين من عدم تفعيل الوعود التي قدمتها “الآلة التنفيذية” للناس.
وفي هذا الإطار، قال إبراهيم رزقو، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، إن “جميع أقاليم الجهة تعرف ندرة كبيرة في التخصصات الطبية التي يحتاجها مواطنو جهة درعة تافيلالت، خاصة التخصصات الحيوية المتعلقة بالأمراض المزمنة، من قبيل القلب”.
وأضاف رزقو، في حديث مع هسبريس، أن “بعض التخصصات الأخرى منعدمة بصفة نهائية في المستشفيات الإقليمية للجنوب الشرقي، ضمنها مستشفى زاكورة الذي يعرف وضعا مزريا منذ سنوات، دون أن تتدخل السلطات المحلية قصد معالجة المشاكل المطروحة، حيث تكتفي بتقديم الوعود الفارغة للمجتمع المدني”.
وأوضح الفاعل الحقوقي أن “الفعاليات الجمعوية عقدت لقاءات متعددة مع الوفد الوزاري الذي زارَ أقاليم جهة درعة تافيلالت، لكن شيئا لم يتغير البتة”، مورداً أن “سكان الجهة يضطرون إلى قطع مسافات طويلة عبر طرقات وعرة أملاً في الاستشفاء بالدار البيضاء ومراكش وفاس”.
وأشار المتحدث إلى “هشاشة الوضعية الاجتماعية للمواطنين بالجهة، وهو ما يزيد من معاناة الأسر الفقيرة، حيث نتوفر على إحصائيات دقيقة تشمل الوفيات التي سجلت أثناء التنقل صوب مشافي المركز”، مضيفا أن “سيارة الإسعاف تشتغل طيلة 24 ساعة لأن أي شخص يلج المستشفى يتم نقله مباشرة إلى المدن الكبرى”.
ومن أجل نيْل معطيات رسمية بشأن التخصصات الطبية الكائنة بأقاليم الجهة، وكذا ما يتعلق بالوضعية الصحية في المستشفيات المحلية، حاولنا ربط الاتصال بخالد السالمي، المدير الجهوي للصحة بدرعة-تافيلالت، لكن هاتفه ظلّ يرن دون مجيب طيلة صباح الاثنين.