يواصل الطلبة المهندسون بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات إضرابهم عن الدراسة الذي انخرطوا فيه منذ 6 يناير الماضي، احتجاجا على عدم تمكينهم من الأقسام الداخلية وفرض التعليم عن بعد كخيار وحيد للدراسة؛ وهو ما يعتبرون أنه سيكون له تأثير سلبي على تحصليهم الدراسي.
وجاء شل الطلبة للدراسة في المؤسسة التعليمية العمومية المذكورة كرد فعل على رفض إدارتها لفتح أبواب الداخلية؛ ما جعل عددا منهم يواجهون صعوبات في مواكبة دراستهم، بسبب غياب تغطية شبكة الأنترنيت في أماكن إقامتهم أو بسبب ضعف إمكانياتهم المادية.
وأفاد رئيس جمعية طلبة المعهد الوطني للبريد والموصلات بأن بعض الطلبة القاطنين في أماكن تنعدم فيها تغطية شبكة الأنترنيت اضطروا إلى البحث عن إيجار بيوت في المدن أو اللجوء إلى عائلاتهم؛ بينما وصفت الجمعية، في بلاغ لها، الوضعية التي يعيشها الطلبة بـ”المزرية”.
وحسب المصدر نفسه، فإن الطلبة الذين لم تتوفر لهم الإمكانيات لمتابعة دراستهم عن بعد بشكل سلس يتخبطون في مشاكل مادية ونفسية، منذ أن تم تعليق الدراسة الحضورية في شهر مارس من السنة الماضية بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا”.
وينتقد طلبة المعهد الوطني للبريد والمواصلات عدم تمكينهم، على غرار باقي المدارس والمعاهد العليا الخاصة، من الاختيار بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، منبّهين إلى أن تكوينهم “يتدهور يوما بعد يوم في ظل غياب متطلبات التكوين الهندسي التطبيقي الذي يستدعي الحضور الفعلي للطلبة في المدارس مع الأساتذة قصد المواكبة أو الاستفادة من تجهيزات المختبرات والقاعات التخصصية”.
وقال رئيس جمعية الطلبة المضربين عن الدراسة، في تصريح لهسبريس، إن التكوين الهندسي يتطلب الممارسة التطبيقية، مضيفا: “إذا كنا سنخرّج مهندسين بدون تكوين تطبيقي فهذا ليس في صالح البلد”.
واستطرد المتحدث ذاته أن طلبة المعهد الوطني للبريد والمواصلات يتفهمون أن قرار فتح الداخلية ليس بالأمر الهين، في ظل استمرار انتشار جائحة فيروس كورونا؛ “ولكن نحن نقترح أن يتم فتحها فقط في وجه الطلبة المتضررين ماديا أو الذين لديهم صعوبات في متابعة دراستهم عن بعد بسبب غياب شبكة الأنترنيت”.
علاقة بذلك، قالت الجمعية الممثلة للطلبة إن فئة كبيرة من أوليائهم غير قادرين على مجاراة التكاليف المادية للتعليم عن بعد، فضلا عن أن عددا من الطلبة يعيشون في مناطق نائية تعاني من ضعف شبكة الأنترنيت أو تنعدم فيها تماما، مبدين تمسكهم بالإضراب عن الدراسة إلى حين الاستجابة لمطالبهم.