جدل تربوي متصاعد بشأن اعتماد “الساعة الإضافية” في قطاع التربية الوطنية، لا سيما خلال الفترة الشتوية الحالية المتّسمة بأجواء مناخية باردة وبقصر النهار، الأمر الذي يؤثر بالسلب على المردودية التعلمية للمتعلّمين والمتعلّمات الذين يواجهون صعوبات كبيرة على مستوى الاستيقاظ في الصباح الباكر.

ويتّجه التلاميذ إلى المؤسسات الدراسية في الساعات الأولى من الصباح تحت جنح الظلام، خاصة أولئك القاطنين في المناطق الجبلية، الذين يضطرون إلى الاستيقاظ قبل موعد أذان صلاة الفجر، الذي يُرفع بدقائق قليلة قبل حلول الساعة السابعة صباحاً، حتى يسعفهم الوقت لقطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام.

وتطالب الفعاليات التربوية بإلغاء “الساعة الإضافية” في قطاع التربية الوطنية على الأقل، اعتباراً لأدواره التعليمية والتثقيفية البعيدة كل البعد عن الرهانات الاقتصادية التي تحكُم المقاولات الوطنية، في ظل التداعيات الصحية والنفسية الناتجة عن اعتماد التوقيت الرسمي داخل المؤسسات التعليمية.

وفي هذا السياق، قال عبد الوهاب السحيمي، إطار تربوي، إن “الثلوج الغزيرة التي تهاطلت في مجموعة من مناطق البلاد، جعلت الحواضر والقرى تشهد ظروفاً مناخية صعبة، بعدما وصلت درجة الحرارة إلى مستويات منخفضة جدا، الشيء الذي يرخي بظلاله على قطاع التربية الوطنية”.

وأضاف السحيمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الساعة الإضافية المعتمدة من قبل الوزارة الوصية على القطاع تزيد من معاناة المتمدرسين في المناطق النائية، الكائنة بجبال شفشاون والحسيمة وأزيلال وتنغير وغيرها، حيث يستيقظون باكرا للوصول إلى المدرسة في الثامنة والنصف صباحاً”.

وأوضح الفاعل التربوي أن “وزارة التربية الوطنية تركت لمدراء المؤسسات التعليمية حرية اختيار التوقيت المدرسي، لكن معظمهم يطبق الساعة الإضافية المعتمدة من طرف الحكومة، في الوقت الذي ينبغي تعطيل العمل بها في قطاع التعليم”، معتبرا أن “الأمر يتعلق بقطاع تربوي يهم صحة الأطفال، لا علاقة له بالأهداف الاقتصادية التي يتم الحديث عنها”.

وشدد المتحدث على أن “الساعة الإضافية أربكت السير العادي للدراسة في المؤسسات التعليمية، بل أربكت أيضا السير العادي لليوم بأكمله، ما سيُلحق أضرارا كبيرة بالصحة النفسية والبدنية للأطفال الصغار في المستقبل”، مشيرا إلى أن “الدراسات الأوروبية المنجزة حول الموضوع نبّهت إلى انعكاساتها السلبية على الناشئة”.

hespress.com