14 عاما مرت منذ قيدته أمه بالسلاسل اتقاء شر قد يصدر عن شاب رفع عنه القلم، بسبب معاناته من مرض عقلي لا تملك الأسرة موارد لتغطية مصاريف علاجه منه بمستشفى للأمراض العقلية.

وتناشد أسرة هذا الشاب، الذي لم يتجاوز بعد سنته الـ 29، المحسنين مساعدتها على نقله إلى مستشفى يعالج حالته وينقذه من سلاسل اضطرت إلى تكبيله بها، خوفا من تصرفاته غير المتوقعة ولا محسوبة العواقب، ومن رد فعل القبلية التي هددت بالانتقام في حال وقوع أي خطب بسببه.

ويُذَكِّر معيش هذا الشاب، ووضعه، وتكبيله، بما عاشه مرضى نفسيا وعقليا من ظروف غير إنسانية في “ضريح بويا عمار”، ضواحي مدينة مراكش، الذي أغلقته وزارة الصحة سنة 2015.

وتقول أم الشاب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنها تكافح معه، فتغسل ملابسه، وتنظفه، وتحلق شعره ولحيته، وتطعمه، لكن ليس لها من حل في ظل ضعف وضعها الاجتماعي، إلا تكبيله.

وتضيف الأم القاطنة في المرجة بمنطقة لالة ميمونة، نواحي مولاي بوسلهام، أن أمها سبق أن أخذت الابن عندما كان طفلا لتربيه لما أنجبت هي أخا له، لكنها أعادته إليها.

ثم تزيد: “لَم يكن يجلس في مكانه، بل كان دائم التحرك، يضرب الناس، ويضرب إخوته، ويتيه، فقلت اللهم أربطه على أن يقع لي مشكل”.

وحول طبيعة المشاكل التي كان يخلقها هذا الشاب قبل تكبيله بالسلاسل، تستحضر أمه آخرها التي كانت سبب احتجازه في المنزل، قائلة: “قتل كلبا في منزل أصحابه بخنقه (…) ولما أحضرتُه، أخذ عصا وظلّ يضربني بها ويطاردني وأنا هاربة إلى أن ساعدني الناس، وعندما رجعنا إلى المنزل، ربطناه، ومنذ ذلك الحين، أي ما يزيد عن 14 سنة، وهو على هذه الحال. في عمره الآن 29 سنة”.

وتذكر الأم أن ساكنة الدوار اشتكت بها، قائلة لها، كما جاء على لسانها: “خذوا ابنكم إلى الطبيب، وإذا جرى مشكل بسببه سنقتلكما معا (…) قالوا لي اربطيه”.
وأبرزت الأم أن الأسرة ليس باستطاعتها تحمل مصاريف علاجه، قائلة: “لو كان عندنا (المال) لأخذناه إلى الطبيب، هل سنبقى بالجوع؟”.

وتلتمس الأم المساعدة على نقل ابنها إلى مصحة أو مستشفى مختص في حالته للاستشفاء، مؤكدة أنها وعائلتها بـ”الكاد تستطيع تدبير المصاريف اليومية”، وواضعة رهن إشارة الراغبين في التواصل مع الأسرة الرقم الهاتفي 0610467624.

[embedded content]

hespress.com