ككلّ عامٍ، ينتظر آلاف المغاربة موعد التّسجيل في “قرعة أمريكا” بفارغ الصّبر. هذا الموعد السّنوي أصبح “مقدّساً” بالنّسبة لشباب المملكة الطّامح إلى البحث عن آفاق خارج حدود الوطن، بعدما انسدّت في وجههِ أبوابُ العمل وزادت “كورونا” من “عذابِ الانتظار”.

ولم تعد “قرعة مريكان” تجذب فقط العاطلين والباحثين عن آفاق للشّغل خارج المملكة، بل أصبح الرّهان على خيار الهجرة يسكن بالَ شرائح مجتمعية تعيشُ استقراراً وظيفياً، مثل الأساتذة الذين يفضّلون البدء من نقطة الصّفر في بلادٍ بعيدة على البقاء في كنف الوطن.

وانطلق آلاف المغاربة من جديد في تجريب حظّهم للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما أعلنت وزارة خارجيتها افتتاح التسجيل في قرعة الهجرة إلى بلاد “العم سام” لسنة 2022، وهو الموعد السّنوي الذي ينتظرهُ آلاف الشّباب المغاربة على أمل الحصول على “الـغرين كارد” (Green Card).

هشام السّريفي (24 سنة)، حاصل على الإجازة في القانون، يمنّي النّفس هذه المرّة بتحقيق حلم السّفر إلى أمريكا من بوابة “قرعة غرين كارد”، ويقول إنّه ينتظر مباراة المتعاقدين، لكنّه إذا نجح في خطف بطاقة العبور إلى بلاد “العام سام” فإنّه سيترك كلّ شيء ويرحل.

وبفعل أزمة “كورونا”، يفضّل المغاربة الاستقرار في الخارج بدل انتظار فرصة داخل الوطن قد تأتي وقد لا تأتي، بينما يعمد بعض الشّباب إلى تجاوز “صدمة” غياب الوظيفة بالبحث عن قوتٍ يومي يحفظ كرامتهم ويضمن معيشتهم، كما هو حال محمّد الذي قرّر التّسجيل في مباراة التّعاقد.

وفي المغرب، ارتفعت نسبة البطالة إلى 10.5 في المائة، بسبب تفشّي وباء كورونا في البلاد؛ وتشيرُ المندوبية السامية للتخطيط إلى أنّها أكثر انتشارا في صفوف حاملي الشهادات الجامعية بـ 17.8 في المائة.

ويُرتقب أن يرتفع معدل البطالة في الفصل الثاني من السنة الجارية، أخذاً بعين الاعتبار تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، وما ترتب عن حالة الطوارئ الصحية، المطبقة منذ 20 مارس الماضي، من توقف في عدد كبير من المقاولات وقطاعات الإنتاج في المملكة.

وفي حالة حالفهم الحظ في عملية الاختيار العشوائي (القرعة)، سيتم توجيه المرشحين للهجرة نحو السفارة لمباشرة إجراءات طلب التأشيرة، التي تتطلب تأدية الرسوم الخاصة بها فقط.

ويُشارك في القرعة الأمريكية الملايين من مختلف الدول المُتاح لمواطنيها المشاركة، ضمنها المغرب. ويفوز بـ “Green Card” كل سنة 50 ألف شخص عبر العالم.

hespress.com