بنية لوجيستيكية أساسية وترسانة تكنولوجية مهمة تحوزهما الرباط للتصدي لموجات الهجرة غير النظامية، التي عادت إلى الواجهة في الأيام الأخيرة وأفرزت شكوى جزر الكناري من تصاعد “قوارب الموت”؛ إذ تمتلك البحرية الملكية المغربية أسطولاً ضخماً من السفن والطائرات المتصلة بالأقمار الصناعية للكشف عن المهاجرين.

وأفادت قصاصة إخبارية للصحيفة “الإيبيرية” واسعة الانتشار “إل إسبانيول” بأن عمليات الإنقاذ البحري بالمغرب صارت أكثر عصْرنة، موردة أنه يتوفر على سفن وطائرات حديثة مزودة برادارات متطورة من شأنها تعقّب زوارق المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون التسلّل إلى الأراضي الإسبانية.

وأبرزَ المنشور الإعلامي أن المملكة لديها أكثر من 50 سفينة دورية ساحلية، ضمنها تلك التابعة للبحرية الملكية وأخرى مخصصة لقوات الدرك الملكي، موضحا أن البحرية تتوفر على بعض الوحدات من طراز “P-32″، ومجموعة من الزوارق الدورية الساحلية التي تعود نسخها الأولى إلى سبعينات القرن الماضي، اعتباراً لقدرتها الهجومية المتطورة.

كما تمتلك البحرية الملكية قوارب “RPB 20” ذات الأصل الفرنسي، التي خرجت إلى حيز الوجود في بداية القرن الواحد والعشرين، نظرا لخصائصها التكنولوجية المتقدمة، لا سيما رادارات التعقّب التي تساعد عناصر البحرية على رصْد أي تحركات مشبوهة للمهاجرين غير النظاميين، أو الشبكات النشطة في تجارة المخدرات.

وتعمل سفن “رودمان-101” بدورها على المشاركة في التصدي لظاهرة الهجرة السرية في السواحل المغربية، وهي نموذج لسفن الدورية المصنّعة بكل من “موانا” و”بونتيفيدرا”، حيث تُوظف من قبل دائرة مراقبة الجمارك في إسبانيا بشكل كبير، وينضاف إليها 14 قارباً ضمن الخدمة البحرية للحرس المدني الإسباني.

واستورد المغرب كذلك نحو 10 وحدات من سفن “رودمان-55″، تُصنّع في “المملكة الإيبيرية”، وهي مزودة برادارات حديثة، رغم أن تصميمها يعود إلى نهاية ثمانينات القرن المنصرم، لكنها تؤدي بشكل فعّال مهام خفر السواحل، إلى جانب توظيف سفن “Arcor-46″ و”Arcor-53”.

وتستعمل القوات البحرية الملكية سفنا من فئة “OPV-64″، عبارة عن خمسة زوارق دورية تكون بأعالي البحار، تم بناؤها في سنوات التسعينات، اعتباراً لمهامها العسكرية، غير أنها تنفذ أيضا مهام المراقبة وحماية السواحل من موجات المهاجرين غير النظاميين.

وأقدم المغرب على تحديث ترسانته التكنولوجية في المجال الجوي خلال السنوات الأخيرة، تضيف الصحيفة الإسبانية، بعدما دخل في صفقات عسكرية متعددة مع الولايات المتحدة الأمريكية، أسفرت عن تزويده بآليات تقنية يستحيل أن تتوفر عليها أي دولة إفريقية أخرى في مجال المراقبة الساحلية على الأقل.

وتمتاز الطائرات المغربية المسيّرة بامتلاكها لرادارات تقنية ترصد جميع التحركات البشرية في السواحل. وينضاف إلى ذلك، حيازة الرباط لطائرات “بيتشكرافت كينغ إير” التي تستعملها القوات البحرية الأمريكية، ثم زادت لها القوات الجوية الملكية 13 وحدة أخرى، عبارة عن طائرات من فئة “بْرايتن نورمان ديفندر”.

ويتوفر الأسطول الجوي الملكي على مروحيات عسكرية من طراز “يوروكوبتر إيه إس 565” المستعملة في عمليات الإنقاذ المدنية والعسكرية، إلى جانب وحدات ميدانية تتشكل بالأساس من مروحيات “بيل 412”. بالإضافة إلى ذلك، هناك قمران صناعيان عسكريان يرصدان أنشطة الإرهاب والهجرة.

hespress.com