لا يزال نقاش الدخول المدرسي حاضرا بقوة لدى العائلات المغربية، فعلى الرغم من خرجات الوزير الوصي على القطاع التعليمي المطمئنة بخصوص العودة، أظهر استطلاع داخلي لآباء وأولياء تلاميذ التعليم الخاص أن نسبة 77 في المائة منهم تقترح تأجيل الدخول المدرسي إلى غاية 4 يناير.

وتحبذ نسبة 13 في المائة من الآباء والأولياء المستجوبين استئناف العودة في شتنبر المقبل بشكل حضوري؛ فيما اختارت 7 في المائة منهم اعتماد التناوب أثناء الدخول (عن بُعد – حضوريا)، ثم في المقابل طرحت نسبة 1,5 في المائة سنة بيضاء، واقترحت نسبة 0.5 في المائة شهر أكتوبر موعدا لعودة تلاميذ الخصوصي إلى مقاعد الدراسة.

وتسود حالة توجس كبير في صفوف أسر التلاميذ والطلاب، بسبب تبعات الأزمة الصحية الحالية؛ فقد أعاد ارتفاع حالات الإصابات والوفيات القلق إلى نفوس المواطنين، خصوصا بعد “خطاب صريح” ألقاه الملك بخصوص الحالة الوبائية.

وزارة التربية وضعت سيناريوهين للدخول المدرسي المقبل، كلاهما مرتبطان بالوضعية الوبائية في البلاد بعد شهر من الآن؛ فإذا استمرت الجائحة ومعها حالة الطوارئ الصحية المعمول بها منذ منتصف شهر مارس الماضي، ستَتوزع الدراسة بين الدروس الحضورية والتعليم عن بُعد.

ويورد محمد النحيلي، منسق اتحاد آباء وأولياء تلاميذ التعليم الخاص بالمغرب، أن تخوف الآباء والأمهات تجاه سلامة صحة أبنائهم المتمدرسين مشروع؛ وهو التخوف نفسه الذي عبّر عنه الملك محمد السادس، مساء يوم الخميس 20 غشت الجاري.

الوضعية الوبائية المقلقة تدعو، حسب المصرح لجريدة هسبريس، إلى المزيد من الحذر والالتزام الواعي والمسؤول وما تقتضيه من ضرورة تأجيل الدخول المدرسي إلى غاية شهر يناير 2021 حفظا للنفوس وسلامة أرواح المواطنين.

وأشار النحيلي إلى أن رقم 10 ملايين مغربي معني بالمنظومة التعليمية والتكوينية من تلاميذ وطلبة ومتدربين وموارد بشرية يقارب 1/3 من ساكنة المغرب، مسجلا أنه من تظهر المعادلة الصعبة للتوفيق بين الحق في الحياة والحق في التعليم.

وأضاف الفاعل المدني أن امتحانات الباكالوريا تهم فقط 441 ألف تلميذ وتطلبت إجراءات استثنائية، فبالأحرى الحديث عن 9 ملايين تلميذ وطالب ومتدرب وما يقارب مليون من الموارد البشرية وحركيتهم بالفضاء العمومي ووسائل تنقلهم.

وزاد النحيلي قائلا: عودة التلاميذ إلى المدارس مخاطرة كبيرة تهدد صحتهم وسلامتهم، مؤكدا استحالة اعتماد التباعد في مدارس مكتظة أصلا، بل هناك مؤسسات تعليمية كانت أساسا بنايات معدة للسكن وتم تحويلها إلى مدارس.

hespress.com