تفاعلت الأسرة التربوية مع البلاغ الصادر من لدن وزارة “التربية الوطنية” بكثير من الامتعاض، نظرا إلى الإشكالات التطبيقية التي يطرحها المخطط التدبيري الذي تعتزم الحكومة أجرأته في القطاع التعليمي.

وانتقدت أطر تربوية عديدة تحميل الأسر مسؤولية الاختيار بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، في وقت يتعلق الأمر باختيار حكومي، متسائلة عن الدور الذي يقوم به خبراء التربية لدى الوزارة الوصية على القطاع.

وذكرت الوزارة أنها قررت اعتماد “التعليم عن بعد” كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات، بكافة المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية، مع توفير “تعليم حضوري” بالنسبة للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم عن اختيار هذه الصيغة.

ارتباك حكومي

عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي، قال إن “الدولة تواصل مخطط ضرب التعليم العمومي، في إطار السياسات اللاشعبية التي تهم مجال الخدمات العمومية”.

وأضاف الإدريسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “راسل رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية منذ مارس الماضي؛ أي بداية التعليم الافتراضي، قصد الإعداد للموسم الدراسي المقبل”.

وأوضح الفاعل التربوي أن “التحضير الجيد رهين بتوفير الإمكانات التقنية من جهة، وتشمل التجهيزات الإلكترونية الخاصة بالتلميذ، وتوفير الإمكانات التكوينية من جهة أخرى”.

وتابع قائلا: “نقوم بالتعليم عن بعد دون توفير الإمكانات، في وقت قامت الدولة بتخفيض ميزانية وزارة التربية الوطنية في قانون المالية المعدل”، مبرزا أن “الارتباك سيسود المنظومة التعليمية؛ ومن ثمة، لن نكون في الموعد مع التاريخ”.

بلاغ ارتجالي

من جهته، أفاد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، بأن “البلاغ الوزاري يشجع عدم تكافؤ الفرص في التعليم، بل بالعكس يشجع القطاع الخاص بدلا من نظيره العمومي”.

ولفت الخراطي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في السنة الأولى بكالوريا يجهلون مصيرهم”، متسائلا: “هل سيجتازون الامتحان الجهوي ويلتحقون بالسنة الثانية بكالوريا أم سينتقلون للسنة الموالية في انتظار تنظيم الامتحان؟”.

وأكد المتحدث أن “القرار ارتجالي ومتسرع، بل يكرس حالة التخبط”، موردا: “ندين هذا الإجراء غير المدروس، لأنه يتعلق بمستقبل المغاربة، على أساس أن الرأسمال البشري هو الاستثمار الحقيقي في البلد”.

hespress.com