لم يعد تفصل المغرب عن عملية التطعيم الوطنية ضد وباء “كورونا” سوى أيام قليلة، وفقا لما تنقله أوساط رسمية؛ بينما سيتم استخدام لقاح “سينوفارم” الصيني ولقاح “أسترازينيكا” البريطاني في هذه العملية في وقت تصر فيه وزارة الصحة على أنها لم تتوصل، إلى حدود اليوم، بأي لقاح من اللقاحين المذكورين.
وبعدما انتشرت ”أخبار” غير رسمية حول بدء عملية التّطعيم خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر المنصرم، يبدو أن السّلطات تتريّث في عملية الإعلان الرّسمي عن موعد انطلاق توزيع اللقّاحات على المغاربة؛ بحيث لم تصدر أيّ جهة حكومية أو صحية موعدا محددا لبدء “التطعيم” ضد فيروس “كورونا”.
ومعلوم أن التلقيح سيهم في البداية أساسا الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية (أطر صحية وأمنية وتعليمية)، على أن تعطى الأولوية أيضا للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون الهشاشة الصحية؛ بينما سيتم تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 44 سنة، ثم يعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية.
ولا يعرف سبب اختيار لقاحي “سينوفارم” الصيني و”أسترازينيكا” البريطاني من لدن المغرب، بينما يؤكد البروفيسور مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة التقنية والعلمية للتلقيح، فعالية اللقاحين سالفي الذكر المزمع استعمالهما في المغرب.
ويشير مبارك أضرضور، الطبيب العام بالمستشفى الجهوي كلميم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن “اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح وجدت بأن هذين اللقاحين يتمتعان بفعالية أكبر؛ وهو ما دفع السّلطات إلى اعتمادهما بشكل رسمي”، موردا أن “الأطباء المغاربة منخرطون في هذه الحملة بشكل تطوعي وفعلي من أجل صد “كورونا””.
وقال الطبيب المغربي بأن “الجسم الطبي ينتظر تاريخ بدء عملية التطعيم ضد كورونا”، مبرزا أن “الأطباء مستعدون لإنجاح عملية التلقيح التي ستشهدها البلاد خلال الأيام المقبلة”.
وتقود الحكومة المغربية، بمعية وزارة الصحة، حملات تواصلية “مكثفة” لإقناع المغاربة بجدوى اللقاح الصيني وفعاليته من أجل الحد من انتشار فيروس “كورونا”؛ بينما يصر مواطنون كثر على التشكيك في مصداقية الخطاب الرسمي، إذ ينظرون إلى عملية التطعيم برمتها بنوع من الريبة.
وتعمل الحكومة جاهدة من أجل طمأنة الرأي العام المغربي بخصوص حملة التلقيح، بعد انتشار خطابات التشكيك خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن اللقاح “بين أياد أمينة حريصة على أمن وصحة وسلامة المواطنين”، داعية إلى “التحلي بالحيطة والحذر من انتشار عدد من الأخبار الزائفة مجهولة المصدر”.