بانتهاء الأسدس الأول من السنة الدراسية الحالية، تطرح مجموعة من الفعاليات التربوية أسئلة عدة بخصوص حصيلة التعلمات في ظل الصيغ التعليمية المعتمدة من قبل وزارة “التربية الوطنية”، ما يعيد إلى الواجهة نقاش تكافؤ الفرص بين التلاميذ.
وفي هذا الصدد، أشارت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب إلى “غياب” توجيهات دقيقة وموحدة تساير صيغة التعليم بالتناوب التي تخص جميع الأسلاك وجميع المواد الدراسية، مؤكدة أن ذلك أثر بـ”السلب” على عملية إنهاء المقررات المبرمجة مع نهاية الأسدس الأول.
وانتقدت الفيدرالية الوطنية، من خلال بيان إخباري توصلت هسبريس بنسخة منه، عدم وضع أطر مرجعية تتلاءم وإيقاع التعلمات التي تعرف تقليصا في حيزها الزمني، منبهة أيضا إلى عدم وضوح الملاءمة بين نمطيْ التعليم بالتناوب والتعليم عن بعد وفق مخرجات التقويم التربوي المعتمد.
ولفت المصدر عينه الانتباه إلى إشكالية تتبع تنزيل التعلمات وإنجاز فروض المراقبة المستمرة لدى التلاميذ الذين اختاروا التعليم عن بعد، وما يخلق ذلك من مشاكل ومعيقات انعكست على العلاقة بين كل المتدخلين في العملية، حسَب البيان.
وقال نور الدين العكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، إن “إشكال تكافؤ الفرص بات مطروحا في الأوساط التربوية نظرا إلى الأنماط التعليمية المعتمدة، خاصة بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الإشهادية”.
وأضاف العكوري أن “نمط التعليم بالتناوب يواجه صعوبات عملية على مستوى التطبيق، حيث تقتصر الدراسة الحضورية على ثلاثة أيام فقط فيما تُخصص الأيام المتبقية للتعليم الذاتي، تبعاً لتعليمات الوزارة، لكن أغلب التلاميذ يستغلون تلك الفترة في اللعب فقط”.
وأبرز الفاعل التربوي أن “الوزارة لم تقم بتكوين الأساتذة قبل اعتماد هذا النمط من التدريس؛ فالأستاذ ما زال يعتمد على المناهج التعلمية نفسها التي كانت قبل حلول الجائحة، ما يؤدي إلى عدم إكمال المقرر الدراسي في نهاية المطاف، اعتباراً للأيام المحدودة التي يلتقي فيها الأستاذ بالتلميذ خلال الأسبوع”.
وأورد المتحدث أن “التلميذ يجهل كيفية المراجعة الذاتية خارج القسم لأنه اعتاد مواكبة الأستاذ، والأسر كانت تخصص لأبنائها ساعات التقوية والدعم في مؤسسات تعليمية أخرى، وهو ما استحال الآن بسبب الظروف الوبائية الراهنة”.